خلاصة ما تقدم
لقد دلت جميع الآثار الإسلامية الصحية بشكل لا يقبل أدنى شك ، أن النبي العربي ، لم
يتعرف طيلة حياته وحتى مماته ،على شكل وطعم العصمة ، لا من قريب ولا من بعيد .لا
قبل ولا بعد بعثته .
لا من جهة نسبه :
ولد محمد بن عبد الله ) نبي المسلمين ( من عائلة استفحل فيها الشرك وعبادة الأوثان
.
جاء في كتاب أسباب النزول للنيسابوري ، وللسيوطي بهامش تفسير الجلالين :أخبرني شعيب
عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبيه قال لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول
الله ) ص (
وعنده أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية فقال أي عم قل معي لا إله إلا الله أحاج لك بها
عند الله فقال أبو جهل وابن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ولم
يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي ) ص (لا
استغفرن لك ما لم تؤمن، فنزلت } ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين
ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم {توبة .113
رواه البخاري عن إسحاق ابن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري . ورواه مسلم
عن حرملة عن ابن وهب عن يونس كلاهما عن الزهري .
راجع أسباب ال نزول للنيسابوري والسيوطي في شرحه لسبب نزول الآية 113 من سورة
التوبة (.
ملاحظة :أبو جهل هو عم محمد أخو أبيه واسمه عبد العزة بن عبد المطلب وكنيته أبو لهب
..
كان أبو لهب من أشد الناس كراهية وعداء لابن أخيه محمد ولقد اعتبره المسلمون رأس
الكفر والشرك . راجع السيرة لابن آثير /1 .461
ومن الروايات التي تؤكد شرك نسبة محمد رواية ذكرها محمد حسين هيكل في كتابه حياة
محمد ص 100 -99 وأيضاً محمد رضا في كتابه محمد رسول الله ص 15 -14 والسيرة النبوية
لابن هشام مجلد1 ص167 -. 168
"لما أحس عبد المطلب ) جد محمد ( قلة من حوله نذر لوولد له عشرة بنين لسوف يقدم
-أحدهم للآلهة .أي ينحر أحدهم للإله فحدث أن ولد له عشرة بنين فأراد أن يوفي بنذره
فاقترع بين أبناءه فوقعت القرعة على أصغرهم، وهو عبد الله ) أبو محمد (فأخذ عبد
المطلب الصبي لينحره، لكن قريش طلبت منه أن لا يفعل هذا فسأل عبد المطلب ماذا يفعل
لكي ترضى الآلهة ، فتشاور القوم ثم استقر رأيهم للذهاب إلى عرافة بيثرب لها في مثل
هذه الأمور رأي . " راجع المصادر المذكورة .
وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة قال : أن محمد مر بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين ثم
بكى فبكى الناس لبكائه ثم انصرف إليهم فقالوا ما أبكاك؟ قال مررت بقبر أمي فصليت
ركعتين ثم استأذنت ربي أن أستغفر لها فجزرت جزراً فأبكاني ثم دعى براحلته فركبها
فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي فنزلت ما كان للنبي والذين آمنوا أن
يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى ..
قال الحافظ بن حجر : يحتمل أن يكون لنزول الآية أسباب : متقدم هو أمر أبي طالب،
ومتأخر هو أمر آمنة .
راجع أسباب النزول في هامش الجلالين سورة التوبة113
وراجع السيرة لابن كثير /1 .237 -236
ولقد ذكرت السيرة النبوية أن أعمامه صلعم اثنا عشر عم لم يسلم
منهم إلا حمزة والعباس .
قيل أيضا :أما عماته صلعم وقد كانا ست هن أم حكم وعاتكة وبرة و أروى واميمة وصفية
وهي آم الزبير بن العوام ؛ولم يسلم من عماته ألا صفية أم الزبير بن العوام .راجع
السيرة الحلب ية /3 . 333
)أَلمْ يَجدْكَ يَتيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا
فَأَغْنَى . الضحى6 -.8
مَا آُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ . الشورى . 52
ولا من جهة بيئته :
عن أبو هريرة : قال :لما نزلت هذه الآية " وأنذر عشيرتك الأقربين " دعى رسول الله
صلعم قريشاً فعم وخص . فقال :" يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني
كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني
عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت
محمد أتق ذى نفسك من النار، فإني والله لا أملك لك ممن الله شيئا . رواه مسلم ..
عن عائشة . قالت : لما نزل } ،أنذر عشيرتك الأقربين { قام رسول الله صلعم فقال : "
يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، لا أملك لكم من الإله شيئاً، سلوني من
مالي ما شئتم ".ورواه مسلم أيضاً .راجع السيرة لابن كثير .461 -456 /1
وقال البهيقي في الدلائل : عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب قال :لما نزلت هذه
الآية على رسول الله صلعم " وأنذر عشيرتك الأقربين، واحفظ جناحك لمن اتبعك من
المؤمنين ". قال رسول الله صلعم :" عرفت أني إن بدأت بها قومي رأيت منهم ما أكره،
فصمت .فجاءني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك
بالنار ". راجع السيرة لابن آثير 461 -456 /1
أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الاِيمان وفي الدلائل عن أبي هريرة قال لما نزلت
هذه الآية : وأنذر عشيرتك الاَقربين ، دعا رسول الله قريشاً وعم وخص ، فقال : يا
معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أ ملك لكم ضراً ولا نفعاً يا معشر بني
كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار، فإني لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً . يا معشر بني
قصي أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً .يا معشر بني عبد
مناف أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً . يا بني عبد
المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، فإني لا أملك لكم ضراً ولا نفعاً . يا فاطمة بنت
محمد أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لك ضراً ولا نفعاً ، إلا أن لكم رحماً
وسأبلها ببلالها . المنثور للسيوطي ج 5 ص 95
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الاَقربين ،
جعل يدعوهم قبائل قبائل . انتهى . مسند أحمد ج2 ص 333
أخرج عبد بن حميد عن قتادة : وأنذر عشيرتك الاَقربين ، قال ذكر لنا أن نبي الله
نادى على الصفا بأفخاذ عشيرته فخذاً فخذاً يدعوهم إلى الله فقال في ذلك المشركون
:لقد بات هذا الرجل يهوت منذ الليلة . قال وقال الحسن : جمع نبي الله أهل بيته قبل
موته فقال : ألا إن لي عملي ولكم عملكم ، ألا إني لا أغني عنكم من الله شيئاً ، ألا
إن أوليائي منكم المتقون ، ألا لا أعرفنكم يوم القيامة تأتون بالدنيا تحملونها على
رقابكم ، ويأتي الناس يحملون الآخرة . يا صفية بنت عبد المطلب يا فاطمة بنت محمد
إعملا فإني لا أغني عنكما من الله شيئاً .انتهى . الدر المنثور للسيوطي ج 5 ص96 .
واخرج السيوطي بسند آخر عن ابن مردويه عن البراء بن عازب ، قال : لما نزلت هذه
الآية : وأنذر عشيرتك الاَقربين ، جمع رسول الله بن ي عبدالمطلب وهم يومئذ أربعون
رجلاً ، منه العشرة يأكلون المسنة ويشربون العس ...الخ . انتهى . المنثور ج 5 ص 97
عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله وذكر عنده عمه أبو طالب ، فقال : لعله تنفعه
شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه !!
البخاري ج 7 ص 203.83 ورواه في ج4 ص 202 وروى نحوه أحمد في ج 1 ص290 وص 295 وص 206
وص 207 وج 3 ص 9 وص 50 وص 55 والحاكم في ج 4 ص582 والبيهقي في البعث والنشور ص 59
والذهبي في تاريخ الاِسلام ج 1 ص 234 وغيره من مصادرهم .
وقال ابن الاَثير في النهاية ج 3 ص :13 ضحضاح : الضحضاح : في الاَصل ما رق من الماء
على وجه الاَرض وما يبلغ الكعبين فاستعاره للنار .
حدثنا العباس بن عبد المطلب : قال للنبي : ما أغنيت عن عمك فوالله كان يحوطك ويغضب
لك ؟ قال : هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الاَسفل من النار !!
البخاري باب قصة أبي طالب
ج 4 ص 247 ورواه في ج 7 ص 121 وص 203 ورواه مسلم ج 1 ص 135 ورواه أحمد في ج 1 ص 206
و207 و210 وج 3 ص50 و 55 ـ قال في مجمع الزوائد ج 1 ص 118 عن لسان النبي : وقد وجدت
عمي أبا طالب في طمطام من النار فأخرجه الله لمكانه مني وإحسانه الي فجعله في ضحضاح
من النار . انتهى .
ولا في حفظه للقران :
سنقرئك فلا تنسى .الأعلى .6
الأنعام .68
والكهف . 24
عن عائشة قالت سمع النبي رجلا يقرأ في المسجد فقال رحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا
آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا وزاد عباد بن عبدالله عن عائشة تهجد النبي في بيتي
فسمع صوت عباد يصلي في المسجد فقال يا عائشة أصوت عباد هذا قلت نعم قال اللهم ارحم
عبادا -البخارى .2461.84
عن عائشة قالت سمع النبي قارئا يق رأ من الليل في المسجد فقال يرحمه الله لقد
أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا - البخارى4654 .
عن عبد الله قال : النبي بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل نسي -البخارى
. 4644 البخارى . 4649
عن عائشة قالت سمع رسول الله رجلا يق رأ في سورة بالليل فقال يرحمه الله لقد أذكرني
كذا وكذا آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا - البخارى . 4650
ولا في تبليغه للرسالة :
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ
الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ".الحج .52
ولا في ايمانه بقرانه :
فَإِنْ آُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ اَّلذِينَ
يَقرَءُونَ الْكتَابَ منْ قَبْلِكَ لَقدْ جاءَكَ الْحقُّ منْ رَبكَ فَلا تَكُونَنَّ
منَ الْمُمْتَرِينَ . يونس .94
ولا في قراراته العامة والخاصة :
ما كانَ لِنَبيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حتَّى يُثْخنَ في الْأَرْضِ ترِيدُونَ
عرَضَ الدُّنيَا وَاللّهُ يرِيدُ الْآخِرَةَ الأنفال67 .
عَفَا اللّهُ عنْكَ لمَ أَذِنتَ لَهُمْ حتَّى يَتَبَيّنَ لَكَ اَّلذِينَ صدَقُوا
وَتَعْلمَ الْكَاذِبِينَ .التوبة43 .
عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال مر رسول الله على قوم في رءوس النخل فقال ما
يصنع هؤلاء قالوا يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى قال ما أظن ذلك يغني شيئا فأخبروا
بذلك فترآوه فأخبر رسول الله فقال إن كان ينفعهم فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا فلا
تؤاخذوني بالظن ولكن إذا أخبرتكم عن الله عز وجل بشيء فخذوه فإني لن أكذب على الله
شيئا -أحمد .1322
ولا في تعامله مع الآخرين :
عبَسَ وَتَوَلّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعََلهُ يَزّكَّى أَوْ
يَذَّكَرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . عبس -1 .5
وَلا تَطْرُدِ اَّلذِينَ يَدْعونَ رَبَّهمْ بالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ مَا عَليْكَ منْ حِسَابِهِمْ منْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَليْهِمْ منْ
شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ . الأنعام .52
هذا هو نبي الإسلام كما وصفته لنا المصادر الإسلامية .
وهذه هي أحواله وأفعاله وأخلاقه فهل تتماشى تلك الأحوال والصفات
والسلوك مع رجال الله الصادقين؟
أو مع أدنى أخلاق الإنسان العادي ؟ .