معنى العصمة
قبل البحث في مسألة
عصمة نبي الإسلام، دعونا أولا نتعرف على معنى العصمة في اللغة وفي الاصطلاح .
قالوا: العصمة في اللغة معناها: المنع، يقال عصمته عن الطعام أي منعته عن تناوله،
وعصمته عن الكذب أي منعته عنه.
ومنه قوله (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء). أي يمنعني من الغرق.
وجاء في الحديث الصحيح قوله: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله …
فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماهم وأموالهم. راجع كتاب النبوة والأنبياء باب عصمة
النبي لمحمد الصابوني ص 50 -5.
قال القرطبي: سميت العصمة عصمة لأنها تمنع من ارتكاب المعصية.
وأما معنى العصمة في الشرع فهي : حفظ الله لأنبيائه ورسله عن الوقوع في الذنوب
والمعاصي. وارتكاب المنكرات والمحرمات.
فالعصمة ثابتة للأنبياء وهى من صفاتهم آلتي أكرمهم الله تعالى بها. وميزهم على سائر
البشر. فلم تكن لأحد ألا للأنبياء الكرام حيث وهبهم الله هذه النعمة العظمى. وحفظهم
من ارتكاب المعاصي والذنوب. صغيرها وكبيرها. فلا يمكن أن تقع منهم معصية أو مخالفة
لأوامر الله عز وجل بخلاف سائر البشر.
والحكمة من ذلك: أن الله عز وجل. أمر بأتباعهم والإقتداء بهم. والسير على نهجهم فهم
القدوة الحسنه والأسوة الصالحة للخلق. والنموذج الكامل للبشرية جمعاء. فلو
جاز وقوعهم في المعصية، أو ارتكابهم للموبقات والآثام. لأصبحت المعصية
مشروعة. أو أصبحت طاعتهم علينا غير واجبة وهذا غير سليم. بل هو أمر مستحيل.
فالأنبياء هم القادة. وكيف يصح أن يأمر القائد بالفضيلة. وينهى عن الرذيلة.
ثم يرتكب هو أنواع الفواحش والمنكرات. ثم إن المعاصي والذنوب ما هي إلا
نجاسات معنوية. وهى تشبه القاذورات والنجاسات الحسية.
فكيف يجوز نسبتها إلى الأنبياء والرسل الكرام؟ وقد جاء في الحديث الشريف ما يشير
إلى أن المعصية نجاسة باطنية وذلك في قوله: من ابتلى منكم بشيء من هذه القاذورات
فليستتر فانه من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب الله. أو كما ورد. والمعنى : من يظهر
المعصية ويعلنها فلا بد من إقامة الحد عليه. فالعقل والشرع يلزمان القول (بعصمة
النبي) اي كيف يجوز أن يكون نبيا ويكون سارقا أو قاطع طريق أو شارب خمر، أو زانياً
أو غير ذلك من القاذورات والنجاسات التي تمنع من الإقتداء به، أو من أتباعه؟!. راجع
النبوة والأنبياء 54-55.
إذاً فلا بد من ان تكون حياة النبي حياة كريمة فاضلة مشرقة بنور الهداية، معروفة
بالعفة والطهارة زاخرة بالفضل والنبل والصلاح، وهذا ما يسمى بعصمة الأنبياء.
بعد ان تعرفناعلى المعنى اللغوي والاصطلاحي للعصمة. دعوناالان نستعرض آراء علماء
المسلمين في عصمة نبيهم. لنرى بعد ذلك ان كانت تلك الآراء والأقوال تتماشى مع
الواقع القرآني أم لا .