الشيخ كامل منصور
وانكب الفقيد علي موائده انكباب الجائع علي الطعام يلتقط درر فوائده, ويقتبس حسن , عشر سنوات كاملات . بمواظبة تامة ورغبة فائقة , وفطنة باهرة, وطاعة نادرة , فاكمل علي شيخه الذكور فقه الامام مالك وتلقي عنه في تفسير القران الكاشف و البيضاوى والخلالين . وفي الحديث الاربعين النوويه وصحيح مسلم والبخاري , وكثيرا من كتب التوحيد والغة والصرف والنحو والبيان والمنطق وقرض الشعر واداب اللغة والفلسفة والتاريخ والأصول, وطائفة كبيرة من كتب السادة الصوفية, ومهر في كل ذلك مهارة فائقة بهرت في ذلك الحين رفقاءه, واعجب بها شيخه. يدلنا علي ذلك جملة شواهد تنبئ عن فضل الفقيد . منها وضعه تعليقا فيعلم النحو يستحق الذكر.ومما يؤسف له أن هذا التعليق قد امتدت إليه يد الضياع فلم اعثر فيما تركه من الأوراق إلا علي مقدمته. علي إنني قد رايته عنده في حياته. وها انا اثبت هنا تلك المقدمة. قال
" اللهم يا من شواهد صنعك ظاهرة البرهان. وعوامل اثارك محكمة البيان الخ "
اما بعد فيقول ذو التقصير والقصور محمد بن محمد بن منصور هذا تعليق طفيف علي شواهد مغني اللبيب, عن كتب الاعاريب , حملني عليه من لا ترد اشارته, ولا يسعني مخالفته. العالم العلامة الشيخ علي بدرمتع الله الامة بوجوده وافاض عليهم من جم انعامه وجوده. واني وان كانت بضاعتي مزجاة( وللشيء علي الشيء مقاييس وأشباه )
جعلت علي مولاي اعتمادي وبه اعتقادي فقلت وعليه توكلت
فهذه المقدمة وان كانت في ذاتها لا تدل علي كبير فضل ولكنها تشير ألي مبلغ ما كان الفقيد من المقدرة وهو تلميذ بعد. إذا لولا ذلك توجهت إليه ثقة أستاذه في القيام بآمر ليس بالهين اليسير علي طالب ومنها انه وضع وهو تلميذ أيضا منظومة في التوسلات الصوفية ضمنها أسماء الله الحسني كلها حكم عالية ودرر غالية سنثبتها للقراء فيما ياتي من منظوماته و استجىء لنفسيته الإسلامية …………………
وقد كتب كثيرا من النثر والنظم سيري القارئ بعضه فيما هو آت _