الشيخ كامل منصور
بدء بحثه في المسيحية
في سنه 1893 قام في ذهنه ان يبحث في امر
الدين المسيحي مدفوعا الي ذلك بوازع غيرته الاسلامية . وحبه العظيم لنصرتها فدرس
كتاب اظهار الحق لرحمة الله الهندي الموضوع في الردود علي المسيحية. واستاذن الشيخ
علي بدر في دعوة المسيحيين الي الاسلام ومجادلتهم فلم يوافقه الشيخ علي بدر علي هذه الفكرة وكان فيما قاله له في
هذا العبارة : " اخذت علينا
العهود الا نعترض علي نصاري ولا يهود" وذلك خوفا علي تلميذه من ان يقع
في الخيلاء والكبرياء…
فناقشه في ذلك مبينا له ان الدعوة الي الاسلام ومجادلة من خالفه من اهل
الاديان , امر الله وواجب علي كل
مسلم ,تبعا لقول : " وادع الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم
بالتي هي احسن " : فقال نعم ان الامر كذلك ولكني اخشي ان تضيع وقتك في غير
تهذيب نفسك وتنقيتها من الشوائب , والمرء يجب عليه ان يعصي نفسه وهواه ويوفي ما امره به مولاه …
فسكت ولم يرقه هذا الرد واصر علي ما
عول عليه من مباحثة المسيحيين ولا شك ان هذا كان بدء عمل الروح القدس في ايجاد
الاسباب وتعيين الطرق الموصلة الي الخلاص
حيث قد كان مدفوعا بقوة عظمي لهذا الامر ...
وأول من الحديث معه في هذا الشان رجل صباغ
يدعي ميخائيل كان قد تعرف عليه من ذي قبل . فلما خاطبه في الامر اجابه بانه لا
يعرف شيئا في الدين . وقال له اذهب الي من يعرف ذلك من القسوس ….
ولما الح عليه في ذلك اخذه الي قسيس ارثوذكش يدعي القمص منقريوس فلم يقنعه وارشده الي عريف اعمي فلم يشا
العريف ان يباحثه , وقال له انا
اعرف انه لا يمكن ان يجيبك علي اسئلتك هذه الا قسيس الانجيليين ……
فتعال معي الي الجمعية الانجليليه
وكان دخولهما الخدمة . فادهشه منظر العبادة وراقه جلوس جماعة المصلين
باصغاء تام لواعظهم الذي كان يشرح لهم بعض ايات الكتاب المقدس , وسر بما راه من
التسابيح والصلوات الروحية وافكار الواعظ عن الله لانه لم يكن يخطر في باله مثل
كثرين من المسلمين ان المسيحيه فيها
هذا النوع من العبادة …. حيث ان اغلبهم يظن ان عبادة المسيحيين
محصورة في السجود لتماثيل المسيح والقديسين مما يعدونه ضربا من ضروب الوثنية .
ولما انتهت الخدمة قدمه العريف المذكور
الي خادم الكلمة وبعد التعارف ومعرفة الغرض عينا ومكانا للمناقشة. ولما اجتمعا حسب
الموعد المضروب في الوحدانية والثالوث وافاضا في هذا الموضوع اخذا وردا وطالت مناقشتهما علي غير طائل
. بل انه شعر بعد الجدال بتفوق
الاسلامية علي المسيحية وعظم اعتقاده بفساد العقائد الانجيلية . ولكنه قبل انصرافه
قال له المبشر " كل امرئ يطلب من ربه الهداية وانا انصحك ان تطلب من الله
الارشاد الي الحق " فقال هذا الكلام بنوع من الاستهزاء قائلا له " وهل
انا اشك في عقيدتي ؟ معاذ الله ان كل مسلم يطلب من الله الهداية كل يوم خمس مرات
في صلواته ودعواته " بيد انه بعد مفارقته له دار في خلده ما طلبه منه المبشر
" انا انصحك ان تطلب من الله
الارشاد الي الحق " واخذت
نعمة الروح القدس تعمل عملها في قلبه فتسرب الي نفسه الشك في ما هو عليه
واخذ يناجي نفسه هل انت علي الحق حقا ؟ . وما يدريك لعلك علي
باطل ؟ وظل يردد هذه الافكار وما يماثلها حتي وقع في هم مضن وغم مبرح وقلم اثر فيههذا الفكر تاثيرا كليا فاخذ
يجاهد نفسه ليتخلص منه وينزع اثره من قلبه فلم يفلح ولم تجد الجهود التي بذلها
نفعا . وظل يتخبط بين الشك و اليقين , وليس هناك من براهين تجذبه الي
المسيحية ولا اسباب تنفره من
الاسلامية بل الروح القدس وحده…
ثم ازداد هذا الفكر عنده حتي اعتقد بانه
ليس دين اولي بالاتباع من الاخر الا بالنظر والاستدلال وحينئذ راى جميع الاديان في مستوي واحد , وان
الانسان العاقل الحر الختار يصطفي منها لنفسه ما يشاء
ثم اخذ يسال ويبحث ويتردد علي الكنيسة
الانجيلية في بعض الليالي يسمع الكلمة
وقد اثر فيه بنوع خاص موضوعان سمعهما حينئذاك من جناب القس ميخائيل ابا دير
راعي الكنيسة الانجيلية بالاسكندرية حينما كان يبشر في سوهاج احدهما عن قول الرسول
" امين هو الله الذي به دعيتم
الي شركة ابنه يسوع المسيح ربنا" 1كو9:1
والثاني من الزمور
الخمسين -" ذابح الحمد يمجدني
والمقوم طريقة اريه خلاص
الله " مز 23:50 وهو في كل هذه المدة يقاسى ما يقاسي من العناء الزائد
الذي انتابه بتنازع الافكار حديثها وقديمها ينفي ويثبت , ويشك زيتيقن , حتي لقد ظننا
انه قد اصيب بمرض عقلي . فقد كان يدخل غرفته ويغلق بابها عليه طول النهار وقد شحب لون وجهه وظهرت عليه علائم
القلق والارتباك و كثيرا ما أراد والدة وبعض أصدقائه أن يقفوا علي أسباب قلقه منه
فلم يجب بشئ ولقد عكف علي قراءة الكتاب المقدس من أول الآمر مفتشا عن الحق الإلهي فيه إناء الليل وأطراف النهار . فقد كنت أراه معه في كل وقت
. ولكنه كان يحاذر جهده ان يراه أحد
غيري معه وقد امرني بعدم إخبار أحد به . وبعد مدة ظهرت علي وجهه علامات السرور والبهجة وعاودته بشاشته
القديمة , وما ذلك الا ان انوار الفادي شملته واشرقت علي نفسه " شمس البر
والشفاء في اجنحتها " بما راه في الانجيل من تقرير الصفات الالهية وتمثيلها
للعيون بابدع مثال واجل كمال. لقد تجلي له المسيح بمحبته الفائقة , وقدرته النادرة
وسمو مبادئه, وجلال عظمته , وجمال تعليمه , وعلم انه وحده الطريق والحياة , وان
الانسان خاطئ وجاهل وعبد ولا يخلصه غير المسيح
ثم كثر اختلاطه
بالمسيحيين وامتلأت مكتبته بالكتب المسيحية فاخذ بعض المسلمين اولا يهمسون بميله
الي المسيحية , ولا يقدرون ان يجهروا بقولهم , لانه لا يصدق عن مثله ذلك فهو
العالم المحقق , التقي الورع, الصوفي العابد. من يصوم نهاره ويقوم ليله
ثم كثر المشتبهون وتوجهت إليه الأنظار
فأنكروا عليه مخالطة المسيحيين ودخوله الي منازلهم . فكان يداريهم جهد استطاعته
ولا يذهب إلى منزل أحد المسحيين إلا متخفيا وغالبا تحت ستار الليل غير ذلك لم يفد
فانه قد كثر مضايقوه ورموه بالإلحاد والكفر وفي ذلك يقول:-
لقد زعموا أني بحبك ملحد أني
بتصديقي كتابك كافر
وقالوا مضل جبه الله وجهه واحرمه
نيل المني وهو قادر
فان كان حب الله جل جلاله وتصديقه كفرا فأني كافر
ولما راي منهم ذلك وراى ايضا ان التاخر في
المجاهرة بايمانه وزرا عليه , وحملا ثقيلا تنوء به نفسه طلب من الكنيسة الانجيلية
ان تعمده فتوانت الكنيسة خوفا وقابلت طلبه بفتور لم يكن ينتظره فراي موقفه صعبا
امام الله اولا والناس ثانيا فاطلع قسيس الاقباط الكاثوليك هناك علي هذا الامر
وكانت بينهما معرفة فاجابه بان الكنيسة الكاثوليكية مستعدة ان تعمدك حالا بمساعدتي . وكتب توا الي البطركخانة الكاثوليكية في القاهرة
بخبره فطلبت منه ارساله اليها .
فلم نشعر الا وفاجانا بفكرة سفره . فسلم
المدرسة الي شريكه فيها وترك كل شئ
وسافر علي جناح السرعة وانضم الي الكنيسة
الكاثوليكية بالقاهرة وذلك في اواخر سنة 1894 واختار ان يدعي " ميخائيل وهكذا
تم عماده باسم الاب والابن والروح القدس ……
ولكن ما كاد يمر اسبوع واحد علي سفره حتي
شاع في كل انحاء سوهاج والبلاد التي تجاورها خبر تنصره فتوافد الناس الي منزلنا افواجا , يسالون عن
الحقيقة ولما يكن باعلم من السائل
حينئذ. فسافر والده الي القاهرة في الحال ليقف علي جلية الامر وظل خبر تنصره حديث
الناس وموضوع بحثهم كبارا وصغارا ليلا ونهارا
……….
اما حال امه واخوته وسائر افراد عائلته
واصدقائه فلا يستطيع قلمي العاجز وصفها فقد اخذت والدته في العويل والصياح والندب
والبكاء . وكذا اخوته وخالاته كانه قد مات . وامتلا البيت بالنساء والرجال يعزون
ويتاسفون ويطلبون من الله عدم تحقيق الخبر .
ولم انس شيخه الشيخ علي بدر وهو يبكي بكاء
الثكلي قائلا :
" لا يوجد عندنا غيره في علمه
ومقدرته اللهم لاتحقق ما سمعناه " وغير ذلك كثير مما تقتضيه الحال
اما والده فلما وصل القاهرة وبحث عنه وجده
في دار الطركخانة القبطية
الكاثوليكية فاخبره بما شاع في سوهاج عنه فاجابه بان كل ما سمعته حق لاشك فيه ………
فاني قد وجدت راحتي في الايمان بالمسيح مخلصا .. فنزل هذا القول علي والده نزول
الصاعقة. وانسحق قلبه حزنا وكاد يجن غضبا واخذ يهدده تارة ويتوسل اليه
بالدموع طورا , وهو لم يزدد الا
تثبتا في ايمانه وتمسكا باهداب فاديه
واي بليغ يستطيع ان يصف مثل هذا الموقف
الذي يقطع نياط القلوب ويحرق الاكباد . موقف تجلت فيه العواطف بجانب الواجبات.
والد يبكي متوسلا امام ابنه وابن يجيبه- ببكاء امر من بكائه –
يبكي الوالد بكاء الراجي في الحصول علي فائت ويبكي الابن بكاء المتيقن من ضياع
رجاء ابيه .
يبكي الوالد علي اكبر ابنائه من قصر همه
علي تعليمه وتهذيبه وحصر فيه اماله , وشيد عليه قصور مجده وفخره, واذا بالامال قد
زالت وشيكا , والقصور قد انهارت سريعا….
يبكي الوالد علي سهم كان يعده لان يطعن به
قلب صروف الزمان , واذا الطعنة قد ارتدت الي فؤاده !
ويبكي الابن اشفاقا علي والده وتوجعا
لحرمانه من عطفه وحرقته علي استلاله من بين والديه واخواته , كالمقلة استلت من الاشفار.
يبكي الابن لانه يري نفسه مضطرا لمعصية
والده في طاعة المسيح ولما لم يجد البكاء ولم ينفع الوعد ولا الوعيد طلب منه ابوه
ان يرسل معه عدة رسائل الي كبار اهل البلد يكذب فيها خبر تنصره اسكاتا للالسنه ,
وفرارا من العار الذي لحق العائلة, فلم يوافقه علي ذلك قائلا له " فضلا عما
في هذا من اثم الكذب فان المسيح قال من انكرني امام الناس انكره امام ابي الذي في
السموات "…….
فرجع والده الي سوهاج ينوء بحمل احزانه
واخبرنا بما دار بينهما ولكنه طلب منا ومن كان يستطيع منا ان يقر بتنصره……..
واشتدت عندنا حال الحزن والاسف فظل والده منزويا مدة من الزمن تكتنفه عوامل الحزن
والاسف الشديد ويحيق به المصيبة والعار.
اما اخوانه فقد كتبوا اليه عدة رسائل, بعضها بالاستفهام عن الحقيقة
وبعضها بالادلة والبراهين علي صدق الاسلامية وفساد المسيحية منها رسالة مطولة
كتبها جناب العلامة الشيخ علي بدر مشحونة بالاقوال الكثيرة ضد الكتاب المقدس
والعقائد المسيحية . واني وان لم استطع اثباتها هنا فقد رايتها وقراتها عدة مرات
اذ كانت محظوظة عند الفقيد زمنا طويلا. ومنها رسالة صديق له يسمي الشيخ حسين مقلد
هذا نصها :
" جناب العالم الكبير والفاضل الخطير
: يعلم الله ان قلوبنا فتتها الخبر السئ الذي وقع عليها وقوع الصاعقة الا وهو خبر
اعتناقكم الديانة المسيحية الامر الذي لاتكاد عقولنا تصدقه و وتنبو اذاننا عن
سماعه نسال اله الا يحققه , فانه ضربه علي الاسلام والمسلمين , وقذي في عيون
المريدين و المرشدين , واذي في قلوب الاهل والمحبين , فتكرم بما ينفي ما ردده
الرجفون , واسرع بتكذيب ما فاه به الائمون, وبرد حر لظي القلوب , وفرج عن الصدور
الكروب , واذكر قوله تعالي " ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العالم
"
ومنها رسالة لجناب العلامة الشيخ محمد عبد
ربه خادم العلم الشريف بسوهاج ارسلها للشيخ بكر الحداد المعروف بالقاهرة قال فيها
بعد السلام والتحية
" شاع ان حضرة الشيخ محمد بن محمد
منصور يريد ان يعتنق النصرانية فتاسفت لذلك نفوس المؤمنين والمؤمنات والمسلمين
والمسلمات وكادت ارواحنا تزهق دون ان نسمع بمثل هذا عن مثله " فارسل الشيخ
بكر الحداد في طلب الفقيد وسلمه الرسالة المذكورة بعد ان ناقشه في الدين طويلا
ومنها قصيدة عامرة الابيات ارسلها اليه
جناب الشاعر العربي الكبير الشيخ
محمد عبد المطلب حيث كان وقتئذاك معلما بمدرسة الحكومة بسوهاج
وهي مملوءة بالعواطف السامية والرقة المنسجمة والشاعرية العظمي.
وحيث ان الشعر من قديم الزمان ديوان العرب , به يستدل علي الحوادث ويستخرج منه
الاخبار , فقد ضمن حضرة الشاعر قصيدته حقائق راهنة توضح الحال التي كانت في ذلك
الوقت – وهانا مورد هنا كثيرا من ابياتها
للاستلال علي ما كان.
قال في مطلعها يصف الشوق الذي كان لصاحب
الترجمة من اهله واصدقائه والحرقة التي اصابتهم بفراقه :-
أيحلو لها هذا التنائي فتهجع ومنزلها بين المنازل
بلقع
يحن فيستبكي
الغمائم رحمة ومن
وجده ورق الحمائم تسجع
ولولا نوي الاحباب مااستعذب اللقا
ولولا شتات الشمل مالذ مجمع
اغلبها والوجد
يغلب مهجتي
فما جزعت الا وقلبي اجزع
له زفرات لو تقسمن في الوري وادرك رضوي
بعضها يتصدع
ومنها يشير الي مفاجاة قومه بالسفر من غير
ان يودع احدا من اصدقائه
خليلي عني
بلغاهم تحيتي
ولو انهم ما سلموا يوم ودعوا
تجمعت الاضداد يوم ترحلوا لهيب يذكيه من العين مدمع
ومنها يصف امل اله في رجوعه الي الاسلامية
وذلك كان لسان حال كل من عرفه حيث كان من البعيد المنكر امر تنصره واستمراره في
النصرانية لما كان عليه من شدة تمسكه بالاسلامية :-
ديارك يا سلمي علي العهد لم يزال بها
امل ان الليالي سترجع
و يا دارها لا تجزعي ان بينها سحابة
صيف عن قريب تقشع
هي انها بانت فما
كل ظاغن لديه مواثيق العهود تضيع
وان خيمت ربعا
سواك فانما جرت عادة الدنيا ومرجع
و يارب بين لا برجي انقطاعه علي غرة اسبابه
تنقطع
و يارب نار شاقه
العود بعدما خلت
حقبا منه ديار و اربع
ومنها في اسعطافه
واغرائه بالرجوع
و يا رب داع لا يجاب وانما
دعوت فتي يصغي الي ويسمع
وان نصح النصاح من لا يطيعهم فان
ابن منصور الي النصح اسمع
ومنها يصف مقام الفقيد ومبلغ مكانته من
العلم والمعرفة والفهم والذكاء .
دعوت اخا الاداب دعوة مشفق وعهدي به ذاك الاديب السميذي
اخا الادب المشهور والسيرة التي
عبير شذاها بيننا يتضوع
عرفتك بالآداب في قومك
الآلي
تركتهم والكل اس وموجع
فان كنت في شك فما انت بالذي
له شبه الجهال في الحق تخدع
ومنها في اكباره عن المعتقدات المسيحية ووصفها
بالبطل ووصف اهلها بالجهل
اخا الحق بالله الذي انت عبده
باي دليل انت للقوم تتبع
فانه جهلوا هل انت تجهل مثلهم
بلي انت عن اهل الجهالة ارفع
اخا الفضل حتام التواني عن الهدي وحتي
متي للمنهج الحق ترجع
يعيرن ا قوم شرحت
صدورهم بامر هو المر الذي نتجرع
ولو كان حقا ما اتيت لما انكوت
قلوب ولا سالت من العين ادمع
نصحتك فاقبل ان تشا واطرح الهوي ولا
تتبع قوما اضيعوا وضيعوا
ثم شفع هذه القصيدة بكتاب موجز قال فيه : -
" كتابي اليك ومن يرد الله ان يهديه
يشرح قلبه للاسلام . فتذكر معاهدك في مشهد –
الست بربكم – ولا تكن ممن طاشت بهم الاحلام فضلوا سواء السبيل
والسلام