الشيخ كامل منصور

 

 

الصعوبات التي قابلها

انني  لاعد نفسي مبالغا اذا قلت اني لم ار في من رايت شخصا تمجد المسيح في صعوباته والام نفسه مثله وابتدات هذه الالام منذ عقد النيه  علي قبول المسيح  ربا ومخلصا فقد كان محبا لوالديه واخواته وباقي افراد عائلته حبا جما الا في قليل من امثاله فكانت نفسه مضطربة جدا عندما عول علي مفارقة العائلة

وظهرت علي ملامحه الالام مجسمة ولكن ظل الإيمان يحارب في داخله هذه العواطف حتي انتصر عليها فطاع الذي يقول " من احب آبا أو أما أو اخوة أو أخوات اكثر مني فلا يسحقني "  اذكر انه كتب الي والي كثيرين من المسيحيين مستفهما عن كل ما جري وما يجري من الصغيرة والكبيرة قائلا في احدي رسائله " اريد ان تصور لي احوال العائلة كلها كما لو كنت مشاهدا لها  بنفسي  فاكتب  لي عن المحادثات  و الاكل و الشرب و النوم والخروج  والدخول  وكلام  الاطفال الخ الخ …….." وظل توانا الي هذه الامور مملوءا قلبه بالحب الينا حتي اخر حياته . ففي ايام  احتضاره قال لي " اكتب الي العائلة فردا فردا  وقل لهم اني مت متمتعا بسلام المسيح عسي ان ياتوا اليه فيخلصوا……."

كذا قد قابل الاما في مجاهدة الاميال القديمة فقد كان المثل الحسن في تمسكه بالاخلاق والعادات الاسلامية المحضة وكانت نفسه قد توطنت والفت العبادة الاسلامية من قيام بصلاة وصيام وتهجد حسب الطريقة الصوفية التي كان منظوما في سلكها . ولكن ( ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدية ……….. هوذا الكل قد صار جديدا )

كذا قد تالم كثيرا قبل عماده مما لهج به الناس من الذم وما واجهوه به من الاحتقار والاستهزاء والمضايقة وقوارص الكلام ولكنه قبل عماده ببضعة ايام اظهر عدم الاعتداد بكل ما يقال  فجاهر امام كثيرين بمقصوده بلا خوف ولا رهبة واحتمل بصبر وسرور كل مضايقة . وعلي اثر تحقق العائلة من صدق عماده سافر خاله من سوهاج بغير علم احد الي مصر قاصدا قتله وتخليص العائلة من العار تنصيره  وظل يبحث عنه حتي عرف محل اقامته وراقب مواعيد خروجه  ودخوله ثم كمن له في  احدي زوايا درب الجنينة قرب بطركخانة الاقباط الكاثوليك في ليلة من الليالي وعندما مر الفقيد هوي عليه بسكين ولكنه انتبه قبل ان يمسه وعاجله بضربة من عصاه علي يده اسقط بها  السكين  وقبض عليه  بقوة فلم يستطع ان  يعلت من يده وبدلا من ان يسوقه الي دائرة البوليس اظهر له روح المسيحية فلاطفه وقال له هانا قادر ان استغيث الان واسلمك الي الحكومة متلبسا بجريمتك . ولكن المسيح  الذي اعتقدت به يطلب مني ان اسامحك . ولا اجازيك عن شرك بمثله . فقط تتعهد لي  ان تسافر الليلة  الي سوهاج . فشكره خالي وتعهد له بالسفر فشيعه الي المحطة وكلمه كثيرا عن خلاص المسيح وظل معه ملاطفا له حتي سافر به القطاروقد كتب الينا بما حدث في تلك الليله فهلعت قلوبنا  خوفا عليه واقسم ابي يمينا  الا يدخل خالي البيت بعد ان هدده  وقال له " الا تعلم انه ابني وفلذة كبدي . فضلاعن  انه ربما عاد الي الاسلام"  وهكذا ظل خالي بسبب هذا الحادث لا يدخل بيتنا اكثر من  سنتين وغير هذا لم يحصل عليه تعد من افراد العائلة. اما من اهل سوهاج فقد وقعت عليه عدة اهانات سبا وشتما واحتقارا من بعضهم عند ما كانوا يرونه في مصر .

كذلك تحرش به كثيرون واهانوه ومرات هوجم ليلا في طريقه فتخلص وذلك من اشخاص معروفين له وغير معروفين ولولا انه كان جريئا مقدما ومهابا وقورا لكان قد فتك به مضطهدوه .

اما خطابات التهديد والوعيد التي كانت تتوالي عليه فكثيرة جدا ومخيفة ولكن في كل ذلك لم يظهر عليه ادني تاثر ولا تسربت الي نفسه الهبة من احد بل في جميعها مجد الله  وقد عظم انتصاره بالذي احبه . وبرهن علي انه معضد بالنعمة.

الصفحة الرئيسية