الشيخ كامل منصور

 

 

ايمانه

كان قوي الايمان بالمسيح مفتخرا  به فلم ينكر سيده لا بالقول ولا بالفعل ولا بالاشارة ولا بالصمت عن اظهار ما يحق اظهاره في أي ظرف من الظروف ومع أي كان من الناس لا في السر ولا في العلانية مكررا مانظمه فيه صباح مساء

وكشفت لي عن نور وجهك في الدجي

                              فشهدت من معناك مالا يوصف

وعلمت اني كنت اعمي بائسا

                          والان ابصر ما تشاء واعرف

قال لي عند زيارتي له لاول مرة وقد كنت اكلمه عما فاته بتنصره من المزايا الاسلامية . هل تقول اني ضحيت بتنصري ؟ قلت نعم . فقال ماذا  ضحيت ؟  فقلت  ضحيت كثيرا . ضحيت عائلتك . ضحيت شهرتك العلمية .  ضحيت ما كنت لابد واصلا اليه من المراتب العالية والوظائف  السامية . ثم صمت . فقال عدد واذكر ما شئت مما هو في نظرك تضحية  ولكن كل ذلك لا توازي قيمته قيمة ساعة واحدة من الوجود مع المسيح وفيه . والحق يقال اني هزات بهذا الكلام فلم اكن وقتئذا ادرك  قيمة معرفة المسيح التي تحسب خسارة كل الاشياء معها نفاية

واذكر ايضا  ان في السنة الاولي من تنصره طلبنا منه ان يزيل خطاباته التي يرسلها الينا باسمه الاول محمد منصور  فابي اباء كليا  فعرضنا عليه ان يزيل الخطابات بكتابة م. م  ويعتبرها هو ميخائيل منصور ونتمكن بذلك نحن من مغالطة الناس باعتبارها كناية عن محمد منصور  فاجابنا بقوله ان هذا لا يمجد يسوع ولست اريد ان احدا يشك في ايماني

وزارني مرة في منزل كنت اسكن فيه بجوار الازهر مع لفيف من الطلبة الازهريين فاجتمعوا حوله وتحدثنا في امور كثيرة نقال احدهم نحن هنا بعيدون عن المسيحيين فهل حقيقة انت تؤمن ان المسيح اله ؟ فما انم الاستاذ جملته حتي وقف منتصبا والقي خطابا  مملوءا بالحماس والغيرة عن لاهوت المسيح حتى لقد  خفت  عليه حينئذ من خطر يلحقه ومرة اخري حضر ألي  مع المرحوم الخواجا عطيه حنا الذي كان محررا لمجلة المرشد وقابلاني مع  جملة من التلامذة خارجين من الازهر فقال له احد معارفه الم تاسف علي ما فعلت من تنصرك فقال انما اسفي علي الزمن الذي قضيته بعيدا عن المسيح ونعمته قبل تنصري……

        ويجدر بي هنا ان اذكر اول شئ راقه في المسيحية وجذبه للمسيح حتي ندرك قيمة عوامل الجذب فيكون امامنا منهاجا  لربح النفوس واكتفي هنا بما قرره عن نفسه في هذا  الصدد فقال " لما اتاح الله  لي من اعطاني الكتاب المقدس عكفت عليه من اوله فوجدت  شيئا لم تسمع به اذني ولم تره عيني ولم  يحلم به قلبي من قبل :  وذلك اني رايت تاريخ الخليقة  علي اسلوب عجيب  وتتدبير فائق . وعرفت منه تاريخ الانبياء مفصلا ولم اعرفه من القران الا مجملا وزال من نفسي كثير من المشا كل التاريخية  التي جاءت في القران كوزير فرعون هامان وتكليفه اباه ان يبني له  صرحا " برجا" وكمريم ابنة عمران وكذي القرنين وغيرهما . وليس ذلك شيئا اذا قيس بما جاء به الانجيل الطاهر كقوله " هكذا احب الله العالم حتي بذل  ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الابدية"

      وقوله : مما يظهر روحية الشريعة الالهية " قد سمعتم انه قيل للقدماء لاتقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم . واما انا فاقول  لكم ان كل من يغضب علي اخيه باطلا  يكون مستوجب  الحكم "

    وقوله في بيانه سمو السجايا وكمال الاخلاق "  قد سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك  واما انا  فاقول لكم  احبوا  اعدائكم  باركوا لاعنيكم  احسنوا الي مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم لكي تكونوا ابنا ابيكم الذي  في السموات  فانه يشرق شمسه علي الاشرار والصالحين  ويمطر علي الابرار والظالمين  لانه ان  أحببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم " وغير ذلك كثير مما لم  اطل به فشعرت بحب شديد  وميل كلي لاتباع يسوع المسيح وعلمت ان الانسان خاطئ ولا يخلصه الا يسوع المسيح "

     انتهي ما قاله عن نفسه  بخصوص بدء ايمانه . ومنه نعلم ان الانجيل وحده كان السبب في هدايته فهو " قوة الله للخلاص لكل من يؤمن "…….

الصفحة الرئيسية