الشيخ كامل منصور

 

 

أخلاقه و صفاته

كان طيب القلب كثير الصفح ميالا جهده الي المسالمة تتدفق من قلبه انهار المحبة للجميع داءم البشاشة والبشر لا يري عابسا الا نذرا فلا تلبث عبوسته الا ريثما تحل محلها طلاقة شائقة. ولا يخلو حديثه من فكاهات تاسر لب سامعيه . ولذا كان محبوبا من جميع من يعرفه فكان اذا جلس علي قهوة التف حوله عشرات من محبيه  والمعجبين به .  وكان اذا مر في أي شارع حياه كل من يلاقيه او يمر عليه تحية الاحترام والحب الخالص وليس ذلك من المسيحيين فقط بل من المسلمين أيضا . وكان وقورا تلمح في وجهه  هيبة خاصة تحملك علي احترامه واكباره من اول وهلة . وكان كربما جدا يشفق علي الفقراء ويعطف عليهم كل العطف فطان اذا تحقق  من ان السائل في حاجة اعطاء فوق  ما يحتاج ومن ذلك انه كان يصرف علي بعض الايتام  والارامل  مع فقره مدة من السنين ويقول اني غني بالمسيح . وكان  لا يتاخر عن مساعدة من يقدر ان يساعده بالذات او بالواسطة في أي امر من الامور ولو كبده تعبا او ناله ضرر في هذا السبيل .

      اما شجاعته  الادبية فحدث عنها ولا حرج فهو جرئ القلب لا يرهب في سبيل الوصول الي الحق امرا . ولا يهاب في طريق الهدي والارشاد خطرا , فقد وقف عدة مواقف رهيبة كانه قد من جندل.

     ففي ليلة من ليالي اجتماع الازبكية اجتمع نحو 700 سبعمائة شخص فيهم كثيرون من كبار الاشقاء واشرار البلد وكانوا يصرخون بريد ان يقتله لاننصرف حتي نميته فخاف المرسلون عليه واشاروا ان يهرب من الباب الخلفي للكنيسة فابي ووقف علي طرف المنبر ثم كشف عن صدره  وصرخ قائلا من يريد ان يقتلني فليتقدم  فلست افضل ممن مات لاجلي ..  ولست ادري باي شئ اعلل ما حدث في هذه الاونه؟  فان الحماس الشديد قد  زال من التحمسين  للشر في الحال وكانما قد   اصيبوا بذهول  فصمتوا جميعا ثم تلاشت صرخاتهم وخرجوا  وخرج  معهم و بعضهم اوصله  الي بيته بهدوء وسكينه

      وعندما حملت جريدة  اللواء المصري علي التبشير  والمبشرين بسببه وعرضت  باتخاذ طرق الشدة  لاخفات  صوت  المنادين بالانجيل  ذهب  بنفسه الي ادارة  اللواء  وقابل المرحوم  مصطفي كامل باشا وطلب منه ان يضع حدا  لحملات  اللواء  فاجابه  مصطفي كامل باشا اننا نقاومكم  باقلامنا  وان لم تنفع  فبنارنا وحديدنا  . فقال  له الفقيد  ولكنكم  لا تستطيعون ان تحملونا علي الصمت والكف عن التبشير واننا  سنقابل ناركم وحديدكم  بمحبة المسيح فنغلبكم ………. فهدات  ثورة مصطفي باشا وقال  انما كل ما نطلبه منكم الا تجرحوا عواطفنا في ديننا  فقال هذا ما طلبه منا المسيح قبل سعادتكم .  ومع ذلك  فكيف نجذبكم للمسيح    ان جرحنا عواطفكم ؟  وهكذا انتهي الحديث بالمصالحة والمصافاة.

     ومرة حمل جماعة من الازهريين علي حركة التبشير ايضا فكتب خطابا مفتوحا  نشر بجريدة مصر الي شيخ الازهر ومفتي الديار  المصرية مطالبا باسكات العلماء عن السباب والقذف ومبينا ان التبشير واجب من اقدس واجبات المسيحية لا يسوغ السكوت عنه وامضي  كتابه هذا بميخائيل منصور المتنصر. و كثير غير هذا  مما لا استطيع له عدا من مواقف  الشجاعة الكبرى

الصفحة الرئيسية