الشيخ كامل منصور
عمله وبدايته فيه
كان الفقيد في اول
تنصره مقتصرا علي الاشتغال بالتدريس فدرس بمدارس الكاثوليك ثم سافر الي كلية اسيوط
فدرس هناك بضعة شهور ثم طلب ان يقيم
بمصر فرجع اليها وظل مدة يدرس بكلية الجزويت ويعلم بعض المرسلين الاميريكيين اللغة
العربية . ففي يوم كان يدرس جناب الدكتور هنت في سفر اشعياء النبي فوقع في قلبه
الكلام الذي سمعه النبي من فم السيد . ا ش 6 : 9,8 " ثم سمعت صوت السيد قائلا
من ارسل ومن يذهب من اجلنا فقلت
هانذا ارسلني فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا
سمعا ولا تفهموا وابصروا ابصارا ولا تعرفوا " فبعد التامل قال لجناب الدكتور هنت " انا اشعر اني مسؤول من جهة تبشير اخوتي المسلمين وان الله يريد ان
يرسلني من اجلهم " فتاثر جناب
الدكتور هنت . وبعد استشارة الرب والصلاة
معه من اجل ذلك اجابه بان الفكر من الرب…
وفي نفس هذا الاسبوع عقد مجتمعا
للمسلمين في كنيسة الازبكية فحضره عدد
قليل من المسلمين ثم نما العدد
حتي صار مئات وجلهم من المتعلميت بل من العلماء القادرين والاجلاء المطلعين فكانوا يباحثونه فيرد عليهم
بكلام مؤثر وغيرة فائقة وعلم واسع
وحجج لا تقبل الدحض وبراهين لا تحتمل النقض مستشهدا بنصوص من القران والحديث وسائر الكاب العلمية الكبري المعول عليها في الاسلام فكان
موضوع دهشة الجميع
قال لي احد
العلماء مرة انت اخو ميخائيل منصور
فقلت نعم . فقال ان اخاك رجل فذ لم تسمح
بمثله الايام . فقلت له
ولماذا قال لي كنت في اول سماعي له متهما له
بالكذب فيما يرويه من الكتب
الاسلامية وذلك لكثرته وتفرقه في الكتب المطولة لانه يبعد ان يحفظ عالم كثرة هذه
الشواهد في كل موضوع يفتح امامه
فيتكلم عنه هكذا مرتجلا . وفي ليلة من الليالي اردت ان اكتب كل ما يستشهد به
فاستشهد بجملة شواهد عددتها في
نهاية كلامه فاذا بها من اثني عشر كتابا من الكتب المهمة . وفي اليوم التالي ذهبت الي مكتبة
الازهر وبحثت عنها في المصادر التي ذكرها فاذا هي بحروفها ومواضعها !!
فاكبرت الجل وتاكدت
انه من العلماء الذين يرحل اليهم .
وقال لي صديقي الشيخ محمد
المنوفي العالم الازهري انني ذهبت في ليلة انا والشيخ علي منا العالم لكي
نسمع اخاك فوجدنا في شخصه عشرين عالما وكنا معولين قبل رؤينه علي مباحثته
فلما سمعناه عدلنا عن الباحثة لان الاعحاب به تملك كل مشاعرنا
ومن
المواقف المشهورة مباحثاته التي ظلت اشهرا مع الشيخ زكي الين سند الذي كان رئيسا لجمعية مكارم الاخلاق
الاسلامية واخري مع الشيخ الفاضل خيرت بك راضي المحامي الشرعي الشهير وكذا مع
الكتور محمود صدقي والشيخ احمد علي المليجي والشيخ محمد علي المليجي
وغيرهم من كبار المباحثين في الديانة المسيحية ومع كون اجوبته كانت مسكته وبراهينه كانت مفحمة فقد كانت ايضا
مطفئة للنيران التي كانت تتاجج في صدور مباحثيه وذلك لانه كان يصوغها في قالب كله محبة ولطف ودعة واحترام لمن
يناظره فاكتسب محبة اكثرهم وامتلك قلوبهم
و حاز اعجابهم العظيم , فكان مئات منهم يحضرون محاضراته وهم مدفوعون
بمحبتهم لشخصه وتقديرهم لمعرفته العلمية وشدة عارضته وسرعة خاطره