5 - الكلام المنقول
س 204: جاء في سورة الفرقان 25: 5 و6 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنْزَلَهُ الذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً .
وتدل هذه الآية على أن محمداً قال إن القرآن نزل عليه وحياً من الله، ولكن معاصريه لم يجدوا في ما جاء به شيئاً جديداً، فقالوا إنه جاء بأساطير الأولين التي كان يسمعها، وكتبها قرآناً. فهي ليست وحياً! لقد اقتبس محمد أشعار امرئ القيس وأقوال عمر بن الخطاب وكتب جُهَّال اليهود والمسيحيين وكتب الفرس وكتب الحنفاء وغيرهم؟ وهاكم البيان:
أولا: ما أخذه من أشعار امرئ القيس
امرؤ القيس هو أحد شعراء الجاهلية المتوفَّى سنة 540م (أي قبل ميلاد محمد بثلاثين سنة).كانت له قصيدة مشهورة اقتبس القرآن كثيراً من فقراتها كما ترى مما تحته خط:
دنت الساعة وانشق القمر
عن غزال صاد قلبي ونفر
أحورٌ قد حِرتُ في أوصافه
ناعس الطرف بعينيه حوَر
مرّ يوم العيد بي في زينة
فرماني فتعاطى فعقر
بسهامٍ من لحاظٍ فاتك
فرَّ عنّي كهشيم المحتظر
وإذا ما غاب عني ساعة
كانت الساعة أدهى وأمر
كُتب الحُسن على وجنته
بسحيق المسك سطراً مختصر
عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى
فرأيتُ الليل يسري بالقمر
بالضحى والليل من طرته
فرقه ذا النور كم شيء زهر
قلت إذ شقّ العذار خده
دنت الساعة وانشق القمر
فورد الشطر الأول من البيت الأول في القمر 54: 1 اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَا نْشَقَّ القَمَرُ
وورد الشطر الثاني من البيت الثالث في القمر 54: 29 فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ .
وورد الشطر الثاني من البيت الرابع في القمر 54: 31 فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِرِ .
وورد الشطر الأول من البيت الثامن في الضحى 93: 1 و2 وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى .
وقال امرؤ القيس أيضاً:
أقبل والعشاق من خلفه
كأنهم من كل حدب ينسلون
وجاء يوم العيد في زينته
لمثل ذا فليعمل العاملون
فورد الشطر الثاني من البيت الأول في سورة الأنبياء 21: 96 حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون .
وورد الشطر الثاني من البيت الثاني في الصافات 37: 61 لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العَامِلُونَ .