ثانياً: ما أخذه من أقوال عمر بن الخطاب
1 - كان لعمر بن الخطاب أرض بأعلى المدينة، وكان ممره عليها على مدراس اليهود، فكان يجلس إليهم ويسمع كلامهم. فقالوا يوماً: ما في أصحاب محمد أحب إلينا منك وإنَّالنطمع فيك. فقال عمر: والله ما آتيكم لحبكم ولا أسألكم لأني شاكّ في ديني وإنما أدخل إليكم لأزداد بصيرة في أمر محمد. فقالوا: مَن صاحب محمد الذي يأتيه من الملائكة؟ قال جبريل. قالوا ذلك عدونا. فقال عمر: مَن كان عدوالله وملائكته ورسُله وجبريلَ وميكال، فإنَّ اللهَ عدُوُّه فلما سمع محمد بذلك قال هكذا نزلت، وأوردها في قرآنه في سورة البقرة 2: 98. وقال محمد لعمر: لقد وافقك ربك يا عمر.
ونحن نسأل: أليس الأصحّ أن يقول محمد إن عمراً وافق ربه لا العكس؟ والأغرب من هذا أن محمداً ينتحل أقوال عمر ويقول إنها هكذا نزلت! وفي هذه الحالة: هل يُعتبر عمر نبياً يوحى إليه؟ أم أن محمداً انتحل أقوال غيره وقال إنها وحي؟
2 - روىالبخاري وغيره عن عمر أنه قال: وافقت ربي في ثلاث: قلت: يا رسول الله، لو اتَّخذت من مقام إبراهيم مُصلَّى. فأخذها من لسانه وأوردها في قرآنه بأن قال: َا تَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلَّى (سورة البقرة 2: 125). وقلت: يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البَر والفاجر، فلو أمرتهن أن يحتجبن. فأخذها محمد من لسان عمر وأوردها في سورة الأحزاب 33: 53. واجتمع على محمد نساؤه في الغيرة فقال عمر لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن. فأخذها محمد بنصها وأوردها في سورة التحريم 66: 5. فهل يؤخذ كلام الله مِن أفواه الناس؟