10 - الكلام المماثل لغيره من كلام الناس
س 209: جاء في سورة الإسراء 17: 88 قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذا القُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً .
ونحن نسأل: أليست المعلَّقات السبع ومقامات الحريري أفصح من القرآن؟ أوَليس امرؤ القيس أفصح من محمد؟ أليست قصائد المتنبي والفارض وخطب قس بن ساعدة وغيرهم تحاكي فصاحة القرآن وتخرجه عن كونه معجزة؟ فليس القرآن من المعجزة في شيء، لأن المعجزة حدَثٌ يحدث خلاف مجرى الطبيعة وناموسها. فإماتة حي بطريقة مالا يعد معجزة لحدوثه وفق ناموس الطبيعة. ولكن إحياء الميت بواسطة دعاء وأمر يُحسب معجزة. وعليه فتأليف كتاب في نهاية البلاغة والفصاحة لا يعد معجزة بل يعد من نوادر أعمال الإنسان. وإن حسبنا القرآن بناء على سمو بلاغته وفصاحته معجزة، سيلزمنا أن نحسب كثيراً من أشعار العرب وخطبهم معجزات! وإن كان القرآن يتحدى الناس جميعاً في فصاحته، فأي مسلم يقراللعرب قصائدهم العامرة وخطبهم الرنانة ويتذرع بالشجاعة في الرأي ويعلن الحقيقة السافرة أن محمداً كأحد هؤلاء العرب أو يقِلّ عنهم؟
وكم هم الذين يزيدون فصاحة من أدباء اليهود في اللغة العبرية ومن أدباء اليونان في اللغة اليونانية ومن أدباء الرومان في اللغة الرومانية، كما هو معروف أن لكل لغة أدباؤها؟ أما معلومات القرآن فلم تزد عن أقوال العرب والمجوس واليهود والنصارى الذين أخذ عنهم.