8 - النبي المسحور!
س 218: جاءفي سورة الفلق 113: 1-5 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ . وجاء في سورة الناس 114: 1-6 قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ الخَنَّاسِ الذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ . وتسمى هاتان السورتان بالمعوذتين.
قال البيضاوي: من شر النفاثات في العقد - من شر النساء السواحر اللاتي يعقدن عقداً في خيوط وينفثن عليها. والنفث النفخ مع ريق. وتخصيصه لما رُوي أن يهودياً سحر النبي في إحدى عشرة عقدة في وتر دسَّه في بئر، فمرض النبي ونزلت المعوذتان .
وجاء في كتاب السيرة النبوية الملكية ص 200: رُوي أن لبيداً بن الأعصم اليهودي سحر النبي. فكان يُخيَّل للنبي أنه يفعل الفعل وهو لا يفعله ممالا تعلُّق له بالوحي كالأكل والشرب وإتيان النساء. ومكث في ذلك سنة أو ستة أشهر على ما قيل، حتى جاءه جبريل وأخبره بذلك السحر ومكانه. فأرسل النبي واستحضره وفك عقده، ففُك عنه السحر ثم رَقَاه جبريل .
وجاء في كتاب العقد الفريد ص 370: في مسند ابن أبي شيبة أن رجلاً من اليهود سحر النبي فاشتكى لذلك أياماً. فأتاه جبريل فقال له إن رجلاً من اليهود سحرك، عقد لك عقداً وجعلها في مكان كذا وكذا. فأرسل علياً فاستخرجها وجاء بها وجعل يحلّها، فكلما حل عقدة وجد رسول الله خِفّة ثم قام رسول الله، وكأنما نشط من عقال .
وقال البخاري: روت عائشة قالت: كان رسول الله (صلعم).سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهن. (قال سفيان التوري: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا...).فقال محمد: يا عائشة، أعلمت أن الله أفتاني فيما أنا أستفتيه فيه. أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي. فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال مطبوب (مسحور). قال ومَن طبَّه؟ قال لبيد بن الأعصم رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقاً. (يُظهر الإسلام ويُبطِن الكفر).قال: وفيم؟ قال في مشط ومشاقه. قال: وأين؟ قال في جف في بئر ذروان. قالت فأتى النبي البئر حتى استخرجه .
ونحن نسأل: كيف يكون محمد نبياً وقد خضع لسطوة الشيطان، فتارة يُذهِب عقله بالسحر، وتارة يلقي على لسانه آيات شيطانية كالتي قالها في سورة النجم؟ لهذا اتهمه أعداؤه بأنه مجنون، فدفع عن نفسه هذه التهمة في آيات كثيرة كقوله وَالقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ... وَإِنْ يَكَادُ الذِينَ كَفَرُواليُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ؟ (سورة القلم 68: 1 و2 و51). أين هو من موسى الذي غلب السحرة؟ أين هو من المسيح الذي أخرج الشياطين وأقام الموتى؟ وإن كان في إمكان جبريل فك سحره وشفائه فلماذا تركه ولم يأته إلا بعد ستة شهور أو سنة؟ وكيف يؤتَمن مثله على أقوال الوحي. لذلك قال له إلهه: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى (سورة الأعلى 87: 6).