10 - حادث الإفك
س 220: جاء في سورة النور 24: 11 إِنَّ الذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّالكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِيءٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ .
قال البيضاوي: إن الذين جاءوا بالإفك - بأبلغ ما يكون من الكذب من الإفك هو الصرف لأنه قول مأفوك عن وجهه. والمراد ما أُفك به على عائشة رضي الله تعالى عنها. وذلك أنه عليه الصلاة والسلام استصحبها في بعض الغزوات فأذن ليلة بالقفول في الرحيل. فمشت لقضاء حاجة ثم عادت إلى الرحل فلمست صدرها فإذا عقدها من جزع ظفار قد انقطع. فرجعت لتلتمسه. فظن الذي كان يرحلها أنها دخلت الهودج فرحله على مطيها وسار. فلما عادت إلى منزلهالم تجد ثمة أحداً. فجلست كي يرجع إليها منشد. وكان صفوان بن المعطل السلمي قد عرّس وراء الجيش فأدّلج فأصبح عند منزلها فعرفها فأناخ راحلته فركبتها فقادها حتى أتيا الجيش فاتُّهمت به. عصبة منكم - جماعة منكم هي من العشرة إلى الأربعين، وكذلك العصابة يريد عبد الله بن أبيّ، وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، ومن ساعدهم.
ونحن نسأل: هل كان زواج محمد بعائشة بركة له أم لعنة عليه؟ قال ابن هشام إن محمداً تزوج ثلاث عشرة امرأة منهن عائشة التي كانت بنت ست لما عقد عليها وبنت تسع لما بنى بها (انظر ابن هشام وابن الأثير والمشكاة والبخاري). فلماذا يتزوج محمد وهو شيخ بطفلة في التاسعة؟ وإن كانت هذه عادة عرب زمانه، فلماذا لم يصلح نبي العرب عادة أهل زمانه بدل أن يمارسها معهم؟ ولماذا كان محمد يصطحبها معه في غدواته وروحاته حتى في الحروب، فتصبح سيرته وسيرتها مضغة في الأفواه كما حدث مع صفوان بن المعطل في غزوة المصطلق؟ ولقد كان علي بن أبي طالب حكيماً وهو يقدم النصح لابن عمه ولحميه، ويقول له: لم يضيّق الله عليك، والنساء سواها كثير . ولكن عليالم يكن يعلم مكانة عائشة في قلب محمد، وقد كان يقول عنها إنها بين نسائه كالثريد بين الطعام. فذهب محمد إليها وقال: بلغني عنك ما بلغني. فإن كنت بريئة فيبرئك الله. وإن كنت ألممتِ بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه . وسرعان ما جاء جبريل بوحيٍ يبرئ عائشة ويلعن الذين اتّهموها. وشغلت شهادة جبريل ولعناته ثماني عشرة آية من سورة النور.
قال ابن عباس كما ذكر ذلك البيضاوي لو فتشت وعيدات القرآن لم تجد أغلظ مما نزل في إفك عائشة رضي الله تعالى عنها .
ألا يرى العاقل أن محمداً شحن قرآنه بشؤونه الخاصة وشؤون نسائه؟ وإذا كانت عائشة بريئة فلماذا لم يبرئها في الحال؟ ولماذالبث الوحي مدة طويلة تاركاً إياها في بيت أبيها ومحمد مرتاب في عفتها؟