11 - يقتل خصومه
س 221: جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ .
حرمت الجاهلية القتال في الأشهر الحرام كما حرمه القرآن في سورة محمد 47: 4. ولكن محمداً خالف كل هذا في سبيل الغدر بأعدائه. فقد بعث محمدٌ عبد الله بن جحش (ابن عمته).في سَرِيّة في جمادي الآخِرة قبل قتال بدر بشهر وأمَّره على السرية. وكتب له كتاباً يقول: سر على اسم الله ولا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين . فسار عبد الله يومين. ثم نزل وفتح الكتاب فإذا فيه - بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد فسِر على بركة الله تعالى بمَن معك مِن أصحابك حتى تنزل ببطن نخلة. فارصد بها عيرالقريش لعلك تأتينا منها بخير. فقال سمعاً وطاعة ثم مضى ومضى أصحابه معه وكانوا ثمانية رهط. ولم يتخلف أحد منهم إلى أن وصلوا إلى بطن نخلة بين مكة والطائف. وفي العير عمرو بن الخضري والحكيم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وهرقل بن عبد الله المخزوميان. فلما رأوا أصحاب محمد هابوهم وقد نزلوا قريباً منهم. فقال عبد الله بن جحش أن القوم ذُعِروا فاحلقوا رأس رجل منكم وليتعرض لهم. فإذا رأوه محلوقاً أمِنوا وقالوا: قوم عمار ولا بأس علينا. وكان ذلك في آخر يوم من جمادي الآخرة وكانوا يرون أنه من رجب. فتشاور القوم منهم. وقالوا متى تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم وليمتنعن منكم. فأجمعوا أمرهم في مواقعة القوم. فرمى واقد بن عبد الله السهمي عمرو بن الخضرمي بسهم فقتله فكان أول قتيل من المشركين. وأُسر الحكم بن كيسان وعثمان وكانا أول أسيرين في الإسلام. وأفلت نوفل فأعجزهم. فاستاق المسلمون العير والأسيرين حتى قدموا على محمد. فقالت قريش: قد استحل محمد الشهر الحرام وسفك الدماء وأخذ الحرائب (يعني المال). وعيَّر بذلك أهل مكة مَن كان بها مِن المسلمين. ولما سمع محمد بذلك قال لعبد الله بن جحش وأصحابه: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام. ووقف العير والأسيرين وأبَى أن يأخذ شيئاً من ذلك. فعظُم ذلك على أصحاب السَّرية وكلّموه في ذلك فاستحل ما حصل كما هو، وطبّق الآية القرآنية فأخذ العير فعزل منها الخُمس. وكان أول خُمس في الإسلام وأول غنيمة قُسمت. وقسم الباقي على أصحاب السرية.
ونحن نسأل: كيف حلّل الله القتال مع أن الوثنيين كانوا يمنعونه؟ كأن الله أشدّ عنفاً من الوثنيين! وإليك أمثلة من