قتل الخصوم:
1 - مقتل عصماء بنت مروان
أرسل محمد عميراً بن عدّي إلى عصماء بنت مروان وأمره بقتلهالأنها ذمَّته. فجاءهاليلاً وكان أعمى. فدخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام ومنهم مَن ترضعه. فجسَّها بيده ونحَّى الصبي عنها وأنفذ سيفه من صدرها إلى ظهرها. ثم رجع فأتىالمسجد فصلى، وأخبر محمداً بما حصل. فقال محمد: لا ينتطح فيها عنزان. وأثنى على عمير ثناءً جميلاً. ثم أقبل محمد على الناس وقال: من أحب أن ينظر إلى رجل كان في نصرة الله ورسوله فلينظر إلى عمير بن عدي.
2 - مقتل أبي عفك اليهودي
وأرسل محمد سالماً بن عمير إلى أبي عفك اليهودي ليغتاله وكان قد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة وكان يقول الشعر في هجو محمد. ففي ليلة حارة نام أبو عفك بفناء منزله وعلم سالم به. فأقبل إليه ووضع سيفه على كبده فقتله.
3 - مقتل كعب بن الأشرف
لما بلغ محمداً أن كعباً بن الأشرف كان يهجوه ويحرض قريشاً عليه أرسل خمسة رجال، منهم أبو نائلة أخو كعب من الرضاعة لقتله. فمشى معهم محمد إلىبقيع الفرقد ثم وجَّههم وقال: انطلقوا على اسم الله، اللهم أعِنهم. ثم رجع إلى بيته وهو في ليلة مقمرة. فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصن كعب وكان حديث عهد بعرس. فهتف أبو نائلة، فوثب كعب في ملحفته خارجاً آمناً إذ عرف صوته. فغدروا به وقتلوه وأخذوا رأسه ثم عادوا راجعين حتى بلغوا بقيع الفرقد فكبَّروا. فلما سمع محمد تكبيرهم كبَّر وعرف أنهم قتلوه. ثم انتهوا إليه وهو قائم يصلي فقال أفلحت الوجوه. قالوا وجهك يا رسول الله. ورموا برأسه بين يديه!
4 - مقتل أبي رافع بن عبد الله
وأرسل محمدٌ عبدَ الله بن عتيك ومعه أربعة رجال لقتل أبي رافع بن عبد الله لمعاداته لمحمد. فلما هدأت الأصوات جاءوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية! ففتحت له امرأته. فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح. فأشار إليها بالسيف فسكتت. فدخلوا عليه فعلّوه بأسيافهم وقتلوه.
5 - مقتل سلام بن أبي الحقيق
وأمر محمدٌ بقتل سلام بن أبي الحقيق كما ذكر ابن إسحق فقال: إن بني الأوس وبني الخزرج كانا يتصاولان في غيرتهم على الإسلام. فذكرت الأوس أنهم قتلوا كعب بن الأشرف. فقالت الخزرج فوالله لايذهبون بها فضلاً علينا أبداً. قال فتذاكروا من رجل لرسول الله (صلعم).في العداوة كابن الأشرف فذكروا ابن أبي الحقيق وهو بخيبر. فاستأذنوا رسول الله من بني سلمة خمسة نفر - عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة الحرث بن ربعي، وخزاعة بن أسود حليف لهم من أسلم. وأمَّر عليهم رسولُ الله (صلعم).عبدَ الله بن عتيك. ونهاهم عن أن يقتلوا وليداً أو امرأة. فخرجوا حتى إذا قدموا خيبر أتوا دار ابن أبي الحقيق ليلاً فلم يدعوا بيتاً في الدار إلا أغلقوه على أهله. قال وكان في علية لها سلم، فصعدوا فيها حتى أقاموا على بابه فاستأذنوا إليه. فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟ قالوا: أناس من العرب نلتمس الميرة. فقالت: ذاكم صاحبكم فادخلوا عليه. فلما دخلنا عليه أغلقنا علينا وعليها الحجرة خوفاً أن تكون دونه محاولة تحول بيننا وبينه. قال: فصاحت امرأته فنوَّهت بنا. وابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا، فوالله ما يدلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه كأنه قطنية ملقاة. قال ولما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها سيفه ثم يذكر نهي رسول الله (صلعم).فيكف يده. ولولا ذلك لفرغنا منها بليل. قال: فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه وهو يقول قطني قطني أي حسبي حسبي. وخرجنا وكان عبد الله بن عتيك رجلاً سيء البصر، فوقع من الدرجة فوثئت يده وثئاً شديداً. ويُقال رِجله. وحملناه حتى نأتى منهراً من عيونهم فندخل فيه. قال فأوقدوا النيران واستبدوا في كل وجه يطلبوننا وهو يقضي بينهم. فاحتملنا صاحبنا فقدمنا على رسول الله (صلعم).فأخبرناه بقتل عدو الله واختلفنا عنده في قتله كلنا يدعيه. فقال (صلعم).هاتوا سيوفكم. قال فجئنا بها فنظر إليها فقال لسيف عبد الله بن أنيس: هذا قتله، أرى فيه أثر الطعام . (عن سيرة ابن هشام باب مقتل سلام بن أبي الحقيق).
6 - مقتل أم قرفة
وقبل قتل ابن أبي الحقيق بقليل قُتلت أم قرفة بأمر زيد. وذلك بأن ربط القوم رجليها إلى جملين ألزموهما بالسير إلى طريقين متعاكستين فانشقت أم قرفة وتقطعت. فهنّأ محمدٌ زيداً بعمله ولم يوبخه على هذا التوحّش.
7 - مقتل ابن شيبينة
ومرة قال محمد: من ظفرتم به من رجال اليهود فاقتلوه. فوثب محيصة بن مسعود على ابن شيبينة رجل من تجار اليهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله. وكان رجل غير مسلم اسمه حويصلة يلوم محيصة على فعلته. فقال محيصة لحويصلة: والله لقد أمرني بالقتل مَن لو أمرني بقتلك أنت لضربتُ عنقك. فخاف حويصلة من القتل وأسلم. روى ذلك ابن اسحق.
8 - مقتل بني قريظة
ولما غزا محمد بني قريظة وهم قبيلة من اليهود وحاصرهم قبلوا التسليم بشرط أن يستحييهم بشفاعة قبيلة بني أوس. وبعد ذلك فوض الحكم إلى سعد بن معاذ. فقرر قتل الرجال وتقسيم الأموال وسبي الذراري والنساء. فاستحسن محمد هذا الحكم. فأمر ببني قريظة فأُدخلوا المدينة، فحُفر لهم أخدود في السوق. وجلس محمد وأصحابه وأُخرجوا إليه، وضربت أعناقهم، وكانوا بين ستمائة وسبعمائة نفر.
9 - انتقامه لعمه حمزة
ولما قُتل عمه حمزة في غزوة أُحد غضب وحلف أن ينتقم من قريش ويقتل منهم سبعين نفراً عوضاً عنه.
10 - تأثر المسلمين بروح الغدر
وما أكثر القتال وحوادث الغدر والقتل المروعة التي جرت في التاريخ الإسلامي أسوة بمؤسس دينهم. ويكفينا أن نذكر قول علي بن أبي طالب:
السيف والخنجر ريحاننا
أُفٍّ على النرجس والآس
شرابنا دم أعدائنا
كأسنا جمجمة الراس