16 - يدوّن أقوال كتَبَته!
س 226: جاء في سورة الأنعام 6: 93 وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ.
قال البيضاوي: أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيء - لعبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما نزلت ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين فلما بلغ قوله ثم أنشأناه خلقاً آخر قال عبد الله فتبارك الله أحسن الخالقين تعجباً من تفصيل خلق الإنسان. فقال عليه الصلاة والسلام: اكتبها فكذلك نزلت. فشك عبد الله وقال: لئِن كان محمد صادقالقد أُوحيَ إليّ كما أوحي إليه، ولئِن كان كاذبالقد قلتُ كما قال .
ذكر في السيرة للعراقي: إن كتّاب محمد كانوا اثنين وأربعين كاتباً. منهم عبد الله بن سرح أبي العامري وهو أول من كتب من قريش بمكة ثم ارتدّ وصار يقول: كنت أصرف محمداً حيث أريد. كان يملي عليَّ عزيز حكيم فأكتب عليم حكيم فيقول نعم كلٌ سواء. وفي لفظ كان يقول اكتب كذا، فأقول اكتب فيقول اكتب كيف شئت. ولما فضحه هذا الكاتب أورد في القرآن قوله ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أُوحي إليّ ولم يوح إليه شيء .
ولما كان يوم الفتح أمر محمد بقتل كاتبه، ففرَّ إلى عثمان بن عفان لأنه كان أخاه من الرضاعة (أرضعت أمُّه عثمان). فغيَّبه عثمان عنه. ثم جاء به بعدما اطمأن الناس واستأذن له محمداً. فصمت محمد طويلاً ثم قال نعم. فلماانصرف عثمان قال محمد لمن حوله: ما صمتُّ عنه إلالتقتلوه.
ونحن نسأل: كيف يكون محمد نبياً وهو يستحسن أقوال كتبته ويأمر بتدوينها على أنها وحي؟ وكيف يكون محمد نبياً وهو يؤمِّن عبد الله بن سعد على حياته ثم يحرِّض الناس على قتله؟