21 - شروعه في الانتحار
س 231: جاء في سورة الضُّحى 93: 3 مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى .
قال البيضاوي: ما ودعك ربك - ما قطعك قطع المودع بمعنى تركك. وما قلى - وما أبغضك. رُوي أن الوحي تأخر عليه أياماً، فقال المشركون إن محمداً ودعه ربه وقلاه فنزلت رداً عليهم.
قال علماء المسلمين إنه لما فتر الوحي عنه حزن حزناً شديداً حتى كاد أن يغدو إلى يثبر مرة وإلى حراء مرة أخرى، يريد أن يلقي نفسه منه. فكلما وافى ذروة جبل منهما كي يلقي نفسه تبدَّى له جبريل فقال له: يا محمد، أنت رسول الله حقاً. فيسكن لذلك جأشه وتقرّ عينه ويرجع. وإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك. واختلفوا في مدة هذه الفترة. ففي فتح الباري جزَم ابن اسحق أنها ثلاث سنين، وقال أبو القاسم السهيلي: جاء في بعض الأحاديث المسندة أن مدة هذه الفترة كانت سنتين ونصف سنة. وقال الحافظ السيوطي إنها كانت سنتين.
ونحن نسأل: كيف يحاول نبي الانتحار؟ ويقول القرآن معاتباً محمداً: فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ (سورة الكهف 18: 6).أي قاتلها غماً.