31 - النبي الأمي
س 241: جاء في سورة الأعراف 7: 157 و158 الذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ... فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ .
وسبب تسمية محمد الأمي أنه لم يظهر بين اليهود بل بين الأمم، لأنه جرت عادة اليهود أن يطلقوالفظة الأمم على كل من لم يكن يهودياً من الشعوب والملل، كما كان العرب يطلقون لفظة العجم على كل من لم يكن عربياً ما عدا بلاد العرب وسكانها. وجرى القرآن على هذا القياس، فسمَّى اليهود والنصارى أهل الكتاب وما عداهم الأميين . فأهل الكتاب اسم على اليهود والنصارى، والأميون اسم علم على جميع العرب كقول القرآن هُوَ الذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ (سورة الجمعة 62: 2). وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ؟ (سورة آل عمران 3: 20). وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواليْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (سورة آل عمران 3: 75).
ولهذا سُمي محمدٌ بالنبي الأممي لأنه غريب عن الشعب المختار الذي أقام الله منه جميع الأنبياء وجعل خاتمهم كلمته المسيح مخلص العالم. وكذلك سُمي محمد بالأمي لأنه (كما يقولون).لا يعرف الكتابة ولا القراءة. ويعتبرون نطقه بالقرآن وهو أمي معجزة. لقد تبع كثيرون من اليهود والنصارى محمداً واعتنقوا الإسلام. وروى ابن عباس والجلالان في تفسيرهم أن عبيد الله بن سلام كان حَبراً من أحبار اليهود أسلم، وقال القرآن فيه: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ (سورة الأحقاف 46: 10).