32 - إكراه ولا إكراه
س 242: جاء في سورة النحل 16: 101 وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ .
في القرآن نهجان متباينان كأنهما من نبيين مختلفين، تعاركا حتى هزم ثانيهما الأول فأسره وعطل رسالته! حظر الأول إيذاء مَن لم يؤمن به وقال: وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ (سورة آل عمران 3: 20). وقال وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ (سورة يونس 10: 99 و100). وقال فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاَغُ وَعَلَيْنَا الحِسَابُ (سورة الرعد 13: 40). وقال وَلاَ تُطِعِ الكَافِرِينَ وَالمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَّكَلْ عَلَى اللهِ (سورة الأحزاب 33: 48). وقال وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (سورة الإسراء 17: 105).
ولكن الثاني نسخ حكم هذه الآيات ولو أنه لم يمحُ حرفها من القرآن، بل أبقاهاللتلاوة فقط. واتخذ في موطن هجرته بالمدينة منهاجاً جديداً هو الحرب والعنف والقتال! فكيف يوفّق المسلم بين هذه الآيات، المكي والمدني؟ السلمي والحربي؟