الخلاصة
دراستنا للآيات القرآنية السالفة في قرينتها أكّدت لنا النتائج التالية:
آيات قسم أ: كانت التوراة موجودة زمن يوحنا المعمدان (يحيى)، وزمن العذراء مريم والمسيح وتلاميذه، وذلك في القرن المسيحي الأول.
آيات قسم ب: يصدّق القرآن على وجود مؤمنين مسيحيين حقيقيين في بدء العهد النُّسكي (300-350م). و لا بد أن هؤلاء الصالحين لم يحرّفوا كتابهم. ولو فعلوا لأدانهم القرآن.
آيات قسم ج: يصدّق القرآن على الكتب السابقة له، والتي بين يديه، ويقول إن هذه الكتب مع أهل مكة، ولكنهم يحتاجون للقرآن لأنهم لا يفهمون لغة الكتب السابقة.
آيات قسم د: يشير القرآن إلى التوراة والإنجيل بالتقدير الكامل، فيقتبس منهما، ويأمر اليهود أن يجيئوا بالتوراة ليحكم بينهم بحسب ما جاء فيها، ويأمرهم أن يقرأوا التوراة والإنجيل التي بين أيديهم.
آيات قسم هـ : تَقاتَل المسيحيون ونسوا جزءاً من كلام الله، ولكن لا يوجد ما يقول إنهم حرّفوا كتابهم.
آيات قسم و، ز: يتَّهم القرآن بعض اليهود بتحريف المعنى، لأنهم أخفوا المكتوب في كتابهم، وتناسوا النصوص التي لم تعجبهم، ورفضوا القرآن وألبسوه بالباطل، وباعوا آيات الله بثمن قليل، وحرّفوا كلمات محمد. ولكن لا توجد آية واحدة تقول إنهم (حتى الأشرار منهم) حرّفوا نصوص التوراة. وواضح أن الصالحين منهم لن يحرفوا كتبهم، ولن يسمحوا لغيرهم بتحريفها.
ويقول القرآن: لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (سورة الأنعام 6:34) ويقول أيضاً لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ (سورة يونس 10:64). وهذا يعني أن الله يضمن سلامة وحيه من عبث الأشرار، ليظل يهدي إلى صراطٍ مستقيم.
وخلاصة ما درسناه من آيات القرآن أن نسخاً من التوراة والإنجيل كانت موجودة في شبه الجزيرة العربية زمن محمد. ولم يحدث أن عالِماً مسلماً جاءنا بنسخة محفوظة في المكتبات الإسلامية من التوراة والإنجيل تخالف ما عندنا اليوم. ولم توجد حفريات أركيولوجية أعطت خلاف ما عندنا اليوم.
من هذا كله يتضح أن الكتب المقدسة الموجودة في مكة زمن محمد مشابهة تماماً للكتب المقدسة التي بين أيدينا اليوم.