تأثير نقد الصيغة اللغوية على القرآن
وإني أدعو قرائي المسلمين ليفكروا قبل أن يقبلوا أفكار النقاد المتطرفين للإنجيل من أصحاب نقد الصيغة اللغوية كما قبلها د. بوكاي، الذي يعتقد أن المسيحيين عجزوا عن حفظ أقوال المسيح لمدة 30 سنة! إن صاحب هذه الفكرة سينكر أيضاً أن صدور الحفاظ المسلمين قدرت أن تحفظ آيات القرآن مدة 40 سنة منذ نزلت السور المكية الأولى حتى دوَّنتها لجنة عثمان عام 26 هـ . هل يمكن أن يُقال إن السور وقتها صارت خرافات غير مؤكدة؟!
إن كان المسيحيون قد اخترعوا بريكوبس لتناسب احتياجاتهم، فسيوجه النقاد الكافرون نفس الاتهام: إن المسلمين فعلوا الشيء نفسه، فاخترعوا وأضافوا ما يناسب احتياجات الأمة الإسلامية من آيات وأحاديث! وإن كانت القيامة من الموت أمراً لا يقبله العقل، وإن كان فتح عيني الأكمه مستحيلاً، فيكون قول سورة المائدة 5:110 (عام 10 هـ ) خطأً! وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ المَوْتَى بِإِذْنِي . وإن كان الميلاد العذراوي مستحيلاً فإن ما جاء بسورة مريم 19:19-21 يكون خطأً، فكيف يقول جبريل إن الله سيهب لمريم العذراء غلاماً زكياً دون أن يمسها رجل؟ ويكون قول سورة التحريم 66:12 خطأً أيضاً وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ . وإن كان الله لا يوحي لأنبيائه بالروح القدس فإن القرآن يكون قد أخطأ في ما جاء بسورة البقرة 2:87 و253 وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ .