مذهب التشكيك الديني
ويواجهنا سؤال: لماذا يخترع النقاد المتطرفون فكرة نقد الصيغة اللغوية ويستمرون يقولون إنهم مسيحيون ؟ إن هذا يثير حيرة المسيحيين الحقيقيين الذين يؤمنون بما أوحى إليهم ربهم، والذين يعلمون أنه على إجراء المعجزات قدير. فهل يوجد بين من يقولون إنهم مسلمون من يكفرون بالوحي وبالمعجزات؟
لعل القارئ سمع عن المصلح الباكستاني السير سيد أحمد خان الذي كان يؤمن أن الله قد خلق العالم لكنه لا يتدخل في مجريات الطبيعة، كما أنه يعتقد أن الله لا يتدخل في أمور الناس أبداً. ولم يكن يؤمن بميلاد المسيح من عذراء، لأن مثل هذا الميلاد (لو حدث) يكون تدخلاً من الله في مسار الطبيعة. ولكي يصالح معتقداته مع القرآن قال إن القرآن عندما يتكلم عن عذراوية مريم إنما يعني أنها لم تكن على صلة جسدية إلا مع رجل واحد هو زوجها. وأي قارئ للقرآن يرى فساد رأي السير سيد خان، الذي كان ينادي بأن القرآن خالٍ من الخطأ، لكن المفسرين المسلمين يخطئون (29).
ولقد وقف المسلمون الوهابيون ضد أفكار سيد خان، كما يقف كثيرون من المسيحيين المخلصين ضد أصحاب فكرة نقد الصيغة اللغوية وضد نظرية الوثائق باعتبارهما كذباً من أعمال الشيطان. ونكرر ما قلناه إن النظريتين تهاجمان التوراة والإنجيل والقرآن معاً، فإن هذه الكتب الثلاث تقول إن المسيح أجرى المعجزات البينات.