الفصل الثالث
مقارنة التطوُّرات التاريخية للقرآن والإنجيل
فحصنا في القسم الثاني رأي القرآن والحديث في تحريف الإنجيل بقصدٍ سيء، ووجدنا أن لا دليل فيهما على حدوث تحريف، بل إنهما يؤكدان وجود توراة وإنجيل صحيحين مع محمد في مكة والمدينة في القرن الهجري الأول.
وفي ستة أجزاء من هذا الفصل سنعالج الاتهام بالتحريف من زاوية أخرى، فنقارن تطور نصوص الكتاب المقدس لنرى إن كان هذا الاتّهام صحيحاً. فإن صحَّ وجود تحريف، فأين ومتى جرى ذلك.
(أ) التطوّر الأوَّلي للقرآن والإنجيل
أبدأ هذا النقاش بأن أفعل مع المسلم ما يفعله معي. سأتظاهر أني أدَّعي أنه ما دام القرآن لا يحتوي ما أعتقده، فلا بد أن المسلمين (أو جدودهم) قد حرَّفوا القرآن ليجعلوه يقول ما يعجبهم!
فماذا يقول المسلمون في هذا؟ وكيف يردّون هذه التهمة الظالمة؟
سيقولون أولاً: لقد أوحى الله بالقرآن. فإذا طلبت منهم البرهان على هذا سيخبرونني كيف تجمَّع.