من الهجرة إلى موت محمد
انتصر نحو 300 جندياً مسلماً في موقعة بدر (سنة 2 أو 3 هـ ) على جيش كبير من المشركين. وقال عبد الله يوسف علي في تفسيره لسورة آل عمران 3:13: تكوَّنت القوة المسلمة من نحو 313 رجلاً معظمهم غير مسلّحين. وكان عدد رجال مكة أكثر من ألف، كلهم مسلحون . فإذا قلنا إن كل جندي مسلم كان متزوجاً وعنده ولدان، لكان عدد المسلمين وقتئذٍ نحو 1500 أو أكثر.
وفي عام 6 هـ اتَّجه محمد إلى مكة لأداء الحج ومعه 1400 رجلاً، وعُقد صلح الحديبية مع المكيين. ونعتقد أن عدد المسلمين وقتها يكون قد بلغ ستة أو ثمانية آلاف مسلم. وبعد الاستيلاء على مكة عام 8 هـ زاد عدد المسلمين إلى عشرات الآلاف. وعند موت محمد سنة 10 هـ كان عددهم نحو 140 ألفاً. وقد نزل باقي القرآن (الثلث الباقي) في أول عشر سنوات من الهجرة.
وهنا نسأل: كيف يعرف القارئ المسلم أن القرآن ظل صحيحاً في هذه السنوات العشر؟.. ربما لم يذهب المهاجرون إلى مكة أبداً! ربما لم تكن هناك موقعة بدر! كيف يبرهن أن القرآن لم يتحرَّف؟
وسيجيب المسلم: ولكنهم كانوا يحفظون القرآن في حياة محمد. وبعد موته ظل 200 أو 250 مسلماً ممن حاربوا في بدر على قيد الحياة: شهدوا المعركة وسمعوا كلمات محمد.. ولن أختلف مع المسلم في ذلك، ولكني سأطالبه بنسخة من القرآن تعود إلى سنة 10 هـ . قطعاً إنه يؤمن أن القرآن الذي بيده الآن مماثلٌ لما حفظه المسلمون في سنواتهم الأولى. وهو يؤمن بالأحاديث التي توضّح جمع القرآن، وتذكر موقعة بدر وصلح الحديبية.