أسلوب لوقا في جمع مادة بشارته
وما حدث مع القرآن حدث مع الإنجيل، فقد جمع كثيرون أقوال المسيح وأعماله. وهذا ما يقوله البشير لوقا في فاتحة بشارته: إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ المُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الذِينَ كَانُوا مُنْذُ البَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا العَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الكَلَامِ الذِي عُلِّمْتَ بِهِ (لوقا 1:1-4).
يبدأ لوقا بالقول إن كثيرين جمعوا أقوال المسيح ووصفوا معجزاته، كما سمعوها من معاينيها ومن خدّام الكلمة. و الكلمة هنا تشير إلى المسيح كلمة الله . ويقول لوقا إنه تتبَّع كل شيء بالتدقيق (على فم شاهدين على الأقل كما تأمر التثنية 19:15 في عدد الشهود) ثم سجَّل أخباره المفرحة لحاكم اسمه ثاوفيلس . والآن دعونا نلقِ نظرة سريعة على سائر البشائر: