بشارة مرقس
كان مرقس أحد سكان أورشليم، ولا بد عرف بطرس وسائر الرسل منذ حداثته. ثم كان مع بطرس في روما، لأن بطرس يقول: تُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ (الكنيسة) التِي فِي بَابِلَ (روما) المُخْتَارَةُ مَعَكُمْ، وَمَرْقُسُ ابْنِي (1بطرس 5:13). وهذه الآية تؤكد وجود مرقس مع بطرس واستقاءه الحقائق منه. وربما روى بطرس البشارة بالأرامية وكتبها مرقس (ككاتبٍ له) باليونانية، ويقول العارفون بالأرامية واليونانية:
توجد أدلة غير قليلة في بشارة مرقس على أن المادة الأصلية كانت أولاً بالأرامية، لأن لغة البشارة اليونانية، في بعض الأماكن، تحتفظ بوضوح بالتعبيرات الأرامية (ف. ف. بروس في كتابه وثائق العهد الجديد، هل هي صحيحة؟ ) (32).
ويقول التقليد المسيحي إن بطرس استُشهد أثناء اضطهاد الإمبراطور نيرون للمسيحيين، والذي بدأ عام 64م. ويقترح د. بوكاي أن مرقس ربما سجّل ما حفظته ذاكرته بعد موت بطرس، وذلك عام 70م. ولكن لما كان الأغلب أن لوقا كتب بشارته عام 60م، وقد اتَّخذ من بشارة مرقس مرجعاً له، فإن معظم علماء الكتاب المقدس المحافظين، مع آباء الكنيسة الأوَّلين (أمثال أوريجانوس وإيرينيموس وأكليمندس الإسكندري) يعتقدون أن مرقس كتب بشارته عام 50م.
وكما سنرى، فإن اختيار د. بوكاي لعام 70م موعداً لكتابة بشارة مرقس لا يعتمد على دليل من داخل البشارة أو من خارجها، ولكنه يتبع افتراضاً أساسياً قام عليه نقد الصيغة اللغوية الذي يفترض عدم وجود معجزات ولا وحي.