خاتمة
وبعد كل ما ذكرناه، لنرجع إلى سؤالنا: كيف تعرف أنه لم يحدث تحريف في القرآن خلال 163 سنة، بين نزول أول الوحي وأقدم مخطوطة لمصحف معروف لدينا؟ ماذا عن اختلاف القراءات؟ كيف تعرف أَيَّها نزلت على محمد؟
وسيكون الجواب إن هذه الاختلافات تافهة، وإن زيد بن ثابت ولجنته كانوا أمناء لا يقصدون أي تحريف، وإن عدم تنقيط حروف القرآن وتشكيلها يرجع إلى حفظ القرآن في صدور الرجال، وإنه في عام 150 هـ كان هناك أحياء سمعوا عن حياة محمد وتعاليمه، وتلقّوا القرآن مباشرة من آبائهم وممن عرفوا محمداً وصحابته معرفة شخصية. ولهذا فلا يمكن أن تكون قد حدثت تغييرات تؤثر على المعنى أو تحرّف العقيدة القرآنية. وهذا ما يقرره الأستاذ حميد الله (مترجم القرآن للفرنسية) فيقول: لقد جمعتُ الاختلافات ودرستُها بعناية، فوجدتُ أن أيّاً منها لا يؤثر على المعنى العام، الذي نُقل لنا بأمانة .
أما وقد بلغنا هذه النتيجة بخصوص القرآن، فلندرس ما هو معروف باختلاف قراءات الإنجيل.