- تعليقات على سورة الأنفال (8)
تصيب الذين ظلموا:
واتَّقوا فتنةً لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصّةً (آية 25).
- 1 - روى أحمد في مسنده إن الله ليعُذِّب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكربين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، ولا ينكروخ. فإذا فعلوا ذلك عذّب الله الخاصة والعامة(المنار في تفسير الأنفال 8: 25).
- 2 - ورد في الإسراء 17: 15 لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى . فكيف تتفق هذه الآية مع ما جاء في الحديث؟
- 3 - علّمنا الله أن النفس التي تخطئ هي تموت، لأنه لا يوجد إنسان كامل حتى يزِر وازرة إنسانٍ آخر، ولكن الله بمحبته أرسل لنا المسيح الذي حمل كل أوزارنا وصالحنا مع الله إلى الأبد.
يعذبهم وأنت فيهم:
وإذْ قالوا اللهمَّ إنْ كان هذا هو الحقُّ من عندك فأَمطِر علينا حجارةً من السماء، أو ائْتِنا بعذابٍ أليم. وما كان الله ليُعذِّبهم وأنت فيهم وما كان الله ليعذّبهم وهم يستغفرون (آيتا 32 ، 33). (هذه الآية مكية بالرغم من وجودها في سورة مدنيّة الطبري).
- 1 - طلب أهل مكة من محمد أن يأتيهم بمعجزة فلم يفعل، فطلبوا منه أن يأتي بالخير لنفسه فلم يفعل. ولما يئس القوم منه. قالوا له: اللهم، إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء. فأورد محمد كلامهم وقال إن الله أنزله عليه. ثم قال لهم: وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم . ولما هاجر للمدينة وخشي أن ينكشف أمره قال: وما كان الله ليعذّبهم وهم يستغفرون (الطبري في تفسير الآيتين 32 و33 والسيوطي والواحدي في سبب نزولهما).
- 2 - تعلمنا التوراة أن الخطية فعل شنيع، فالله قد عاقب اليهود لأن واحداً منهم أخطأ وخالف أمر الله (أنظر قصة عخان بن كرمى في يشوع 7). ولم يحاول أيُّ نبيٍّ أن يجد أعذاراً للكفَّار من قومه، خاصةً وأنهم طلبوا العذاب بأنفسهم.
أسرى النبي:
ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى (آية 67).
رُوي إنه جيء لمحمد بسبعين أسيراً، فيهم عمه العباس وابن عمه عقيل، فاستشار فيهم أصحابه فقال له أبو بكر: دعهم. وأشار عليه عمر بقتلهم. فأخذ برأي أبي بكر. ولما رأى أن هذا الرأي ليس في صالحه، قال إن الله أنزل عليه هذه الآية (راجع أسباب نزول هذه الآية للواحدي والسيوطي).