تعليقات على سورة ص (38)

داود النبي:

وهل أتاك نبأُ الخصمِ إذْ تسوَّروا المحراب إذْ دخلوا على داودَ ففزِع منهم. قالوا: لا تخَفْ. خصمان بَغَى بعضُنا على بعضٍ، فاحكُم بيننا بالحق ولا تُشطِط، واهدنا إلى سواءِ الصِّراط. إن هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجة ولي نعجةٌ واحدة، فقال أَكْفِلْنِيها وعزَّني في الخطاب. قال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيراً من الخُلطاء لَيَبْغِي بعضُهم على بعضٍ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وقليلٌ ما هُمْ. وظنّ داود أَنَّما فتنَّاه، فاستغفر ربه وخرّ راكعاً وأناب (آيات 21 24). (راجع تفسير هذه الآيات في الرازي والطبري والقرطبي والكشاف).

هذا يشتمل على أخطاء شتى، منها قوله إن الخصم تسوّروا المحراب ودخلوا على داود، ومنها أنهم استفتوه في مسألة مُبهمة. ومن اطّلع على ما ورد في التوراة في هذه القضية ظهرت له الأخطاء (راجع 2 صموئيل 12: 1 15).

سليمان والخيل:

ووهبْنا لداودَ سليمانَ نِعْم العبدُ إنه أوَّاب، إذْ عُرض عليه بالعَشِيّ الصافِناتُ الجِياد، فقال: إني أحببتُ حبَّ الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب. رُدُّوها عليَّ. فطفِقَ مَسْحاً بالسُّوق والأعناق. ولقد فتنَّا سليمانَ وأَلْقيْنا على كرسيِّهِ جسداً ثم أناب. قال: ربِّ اغفر لي وهَبْ لي مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ مِن بعدي، إنك أنت الوهَّاب. فسخَّرنا له الريحَ تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب، والشياطينَ كلَّ بَنَّاءٍ وغَوَّاصٍ وآخرين مُقرَّنين في الأصفاد (آيات 38: 30 38).

الصافن من الخيل هو الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل، وهو مِن الصفات المحمودة في الخيل. يعني أن سليمان استعرض الخيل حتى غربت الشمس، وغفل عن صلاة العصر، يمسح يده بأعناقها وسوقها حباً فيها، وإنه قال لأطوفنّ على سبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس، ولم يقل إن شاء الله. فطاف عليهنّ فلم تحمل إلا امرأةٌ جاءت بشق رجل. قال محمد: فوالذي نفس محمد بيده، لو قال إن شاء الله لجاهدوا فرساناً . وقيل: وُلد له ابن فأجمعت الشياطين على قتله، فكان يغدوه في السحاب، فما شعر به إلا أنه أُلقي على كرسيه ميتاً، فتنبَّه على خطيئته بأنه لم يتوكّل على الله. وقيل غير ذلك (طبقات ابن سعد ح 8 باب تفسير الآيات التي في ذكر أزواج النبي).

ولم يرد في التوراة أن الخيل أشغلت سليمان عن ذكر ربه، ولا أن امرأته جاءت بشق رجل، أو أنه رُزق بولد أماتته الشياطين.

خُذْ بيدِك ضِغْثاً:

وخُذْ بيدِكَ ضِغْثاً فاضْرِب به ولا تحنَثْ (آية 44).

يعني أن امرأة أيوب ذهبت لحاجةٍ وأبطأت، فحلف إنْ بَرِىءَ ليضربنَّها مائة سوط، فحلّل الله يمينه بأن أخذ ضِغْثاً، وهي حزمةٌ صغيرة من الحشيش بها مائة عود ليضربها بها ضربة واحدة فلا تقع يمينه. وهذه القصة من خرافات اليهود (ابن كثير في تفسير هذه الآية).

الصفحة الرئيسية