تعليق على سورة فُصِّلت (41)
السماء أولاً أم الأرض:
قُل: أَئِنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين، وتجعلون له أنداداً. ذلك ربُّ العالمين. وجعل فيها رواسيَ من فوقها وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين، ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ، فقال لها وللأرضِ: ائْتِيا طوْعاً أو كرْهاً، قالتا أتينا طائعين، فقضاهُنّ سبع سمواتٍ في يومين (آيات 9 12).
وقال في النازعات 79: 27 ، 30 أَمِ السماءُ بناها... والأرضَ بعد ذلك دحاها فيُفهم من فُصِّلت أنه خلق الأرض أولاً ثم السماء، ويُستفاد من النازعات أنه خلق السماء أولاً ثم الأرض. فقال علماؤهم إنه خلق الأرض في يومين غير مدحوّة، ثم خلق السموات فسواهنّ في يومين، ثم دحى الأرض بعد ذلك وجعل فيها الرواسي وغيرها في يومين، فتلك أربعة أيام (الرازي في تفسير فُصِّلت 9 11).
ومن طالع الأصحاح الأول من سفر التكوين وجد أن الله خلق السموات والأرض وبعد خرابها عملها واعاد نظامها في ستة أيام العمل في اليوم الأول قال ليكن النور، وفي الثاني الجَلَد، وفي الثالث الأرض وجعلها تنبت العشب، وفي الرابع الشمس، وفي الخامس الطيور والزحافات، وفي السادس البهائم والوحوش والإنسان.