تعليقان على سورة الأحقاف (46)
التوراة إمام ورحمة:
وإذْ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديم، ومِن قَبْلِهِ كتابُ موسى إماماً ورحمةً، وهذا كتابٌ مصدِّقٌ لساناً عربياً لينذرَ الذين ظلموا، وبُشرى للمحسنين (آيتا 46: 11 ، 12).
قال النسفي: كتاب موسى أي التوراة، ومعنى إماماً قدوة يؤتمّ به في دين الله وشرائعه كما يؤتمّ بالإمام. وقوله رحمة أي لمن آمن به وعمل بما فيه. وقوله كتاب مصدِّق أي أن القرآن مصدق لكتاب موسى أو لما بين يديه وتقدمه من جميع الكتب .
فهل سمعتم أو رأيتم شخصاً يصف كتاباً مفقوداً بهذه الأوصاف؟
الجن ينذرون قومهم:
قالوا يا قومَنا إنّا سمعنا كتاباً أُنزل من بعد موسى مُصدِّقاً لما بين يديه (آية 30).
قال الخازن: يعني من الكتب الإلهية المنزّلة من السماء، وذلك أن كتب الأنبياء كانت مشتملة على الدعوة إلى التوحيد وتصديق الأنبياء والإيمان بالمعاد والحشر والنشر. جاء القرآن كذلك، فذلك هو تصديقه لما بين يديه من الكتب (الجلالان في تفسير هاتين الآيتين).