تعليق على سورتي الفلق والناس (113 ، 114)
المعوَّذتان لسحر محمد:
قال المفسرون: كان غلام من اليهود يخدم محمداً، فأتت إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطةَ محمد وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود فسحروه فيها. وكان الذي تولّى ذلك لُبيد بن الأعصم اليهودي، ثم دسَّها في بئرٍ لبني زُريق يقال لها ذروان . فمرض محمد وانتثر شعر رأسه، وكان يظن أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن، وجعل يدور ولا يدري ما عراه، وكان يتخيّل أنه فعل الشيء وما فعله. فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملاكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه. فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال طب (أي سُحر) قال: ومن سحره؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي. قال: وبِمَ طبَّه؟ قال: بمشطٍ ومشاطة. قال: وأين هو؟ قال: في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان (والجف قشر الطلع، والراعوفة حجر في أسفل البئر يقوم عليه الماء). فانتبه محمد ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر، فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نُقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف، فإذا هو مشاطة رأسه، وأسنان مشطه، وإذا وترٌ معقّد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر. فقرأ المعوَّذتين وفيهما إحدى عشرة آية. فكان كلما قرأ آيةً انحلّت عقدة، فقام كأنما نشط من عقال. وجعل جبريل يقول: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن حاسدٍ. وعين الله تشفيك . فقالوا: يا رسول الله، أَوَلا نأخذ الخبيث فنقتله؟ فقال: أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أُثير على الناس شراً (صحيح البخاري كتاب الطب باب السحر).
ولنا هذه الملاحظات:
(1) لقد أثّر فيه السحر وكان يغيِّب عقله، فهل يبعُد عليه أن ينسى أو يخلط؟ والقرآن يقول سنقرئك فلا تنسى (الأعلى 87: 6).
(2) ماذا يكون حال النبي الذي سحره أحد اليهود حتى أمرضه وأثَّر فيه؟ إن القوي هو الذي يؤثر في الضعيف. فهل اليهودي أقوى من محمد حتى سحره؟ ثم إن المؤثِّر الحقيقي في كل شيء هو الله، ولو كان محمد نبياً لحافظ الله عليه لأنه خصَّه بالوحي والنبوَّة.
(3) كان بمحمد داء، وبما أن عقله كان مشحوناً بالاعتقادات في الجن والعين والسحر، ظن أن اليهود سحروه.
(4) لا نتصوّر أن ملائكة الله يعتقدون بالسحر وهو من الأكاذيب، فإذاً يكون محمد قد توهّم فيعقله وجود ملاكين عندقدميه. ومن المعلوم أن سحرة مصر مع براعتهم وحكمتهم لم يقدروا أن يقفوا أمام النبي موسى، لأن السحر كذب، بل لم يقدروا أن يمسوا موسى بضرر، مع أنه كان فييدهم قوة الحكومة وسطوتها. ولكن قوة الله كانت مع النبي موسى فعجزوا أمامه
للمزيد من الكتب راجع الصفحة الأساسية
تم بعون الله
ولله كل المجد إلى الأبد بيسوع المسيح الرب