من كتاب التكوين الفصول 12 إلى 25
إبراهيم يطيع دعوة الله
سكنوا فى عبر النهر: تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور، وعبدوا آلهة أخرى. وقال الله لأبرام: اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فذهب أبرام كما قال له الله. وكان أبرام ابن خمس وسبعين سنة.
- أطاع إبراهيم الله برفضه أصنام أجداده، وعبادة الإله الحقيقى.
- أطاع إبراهيم الله بالرحيل إلي أرض غريبة عليه.
س: ماذا تظن كان موقف أهل سيدنا إبراهيم منه وهم يرونه يخرج عن معتقداتهم التي فطروا عليها، منكرا لما كان معروفا لديهم؟ لابد أنهم اعتبروه خائنا يستحق شر العقاب.
وعد الله لإبراهيم الشيخ
فقال أبرام: يا الله، ماذا تعطيني وأنا ماض عقيما ومالك (وكيل) بيتي اليعازر الدمشقي وارث لي. فإذا كلام الله إليه قائلاً: لا يرثك هذا بل الذي يخرج من أحشائك هو يرثك.
اسماعيل من هاجر
وأما ساراى امرأة إبراهيم فكان لها جارية مصرية اسمها هاجر. فقالت ساراى لإبراهيم: هوذا الله قد امسكني عن الولادة. ادخل على جاريتى لعلى أرزق منها بنين. فسمع إبراهيم لقول ساراى بعد عشر سنين. فدخل على هاجر فحبلت. وصغرت مولاتها فى عينيها، فأذلتها ساراى، فهربت من وجهها، فوجدها ملاك الله وقال لها: ارجعى إلى مولاتك، وتكثيرا أكثر نسلك. ها أنت حبلى وتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل. وكان أبرام ابن ست وثمانين سنة لما ولدت هاجر إسماعيل.
س: من أي البلاد كانت السيدة هاجر سرية سيدنا إبراهيم؟ كانت السيدة هاجر مصرية الأصل.
الله يؤكد وعده
ولما كان أبرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الله لأبرام وقال له: أنا الله القدير سر أمامى وكن كاملا. لا يدعى اسمك أبرام بل يكون اسمك إبراهيم، وساراى امرأتك تدعو اسمها سارة. وأباركها، وأعطيك منها ابنا. ضحك إبراهيم وقال فى قلبه هل تلد سارة وهى بنت تسعين سنة! ليت إسماعيل يعيش. فقال الله: بل سارة امرأتك تلد لك ابنا وتدعو اسمه اسحق.
وظهر له الله، فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه. فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض، وقال يا سيد إن كنت قد وجدت نعمة فى عينيك فلا تتجاوز عبدك، فقالوا هكذا نفعل كما تكلمت، أين سارة امرأتك؟ فقال ها هي فى الخيمة، فقال إني ارجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن. وكانت سارة سامعة فى باب الخيمة وهو وراءه، وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين فى الأيام وقد انقطع أن يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة فى باطنها قائلة: أبَعْدَ فنائي يكون لي تنعم وسيدي قد شاخ؟ فقال الله لإبراهيم لماذا ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت، هل يستحيل على الله شيء؟ فأنكرت سارة قائلة لم أضحك لأنها خافت. فقال لا بل ضحكتِ.
س: قارن بين أبينا آدم وسيدنا إبراهيم في طاعتهما لزوجتيهما؟ أطاع أبونا آدم أمنا حواء ففعل ما أغضب الله، وقد نفذ إبراهيم طلب سيدتنا سارة (عندما اعتقدت في عدم إمكانها أن تلد ابنا لإبراهيم) فدخل على السيدة هاجر الجارية المصرية، وحصل على ولدين اثنين بدلا من الواحد الذي وعده به الله.
اسحق من سارة
وحبلت سارة و ولدت، ودعا إبراهيم اسم ابنه الذى ولدته سارة إسحق. وكان إبراهيم ابن مئة سنة. ورأت سارة ابن هاجر (أكبر من 13عاما) يمزح. فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها. فبكر إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاهما لهاجر واضعا إياهما على كتفها والولد، وصرفها. ولما فرغ الماء من القربة نادى ملاك الله هاجر وقال لها: لاتخافى. وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء.
س: ما سبب الخلاف الذي نراه الآن بين أحفاد سيدنا إسماعيل وسيدنا إسحق؟ إنه صراع الأخوة الذي بدأ بقتل قايين لأخيه هابيل، في محاولة لتنفيذ أحكام بشرية تتعارض مع حكمة الله.
إبراهيم يطيع الله بإقدامه على ذبح ابنه
وحدث بعد هذه الأمور (بعدما بلغ اسحق 30 عاما وقبل وفاة سارة في كما نقرأ في الفصل رقم 23) أن الله قال له: يا إبراهيم، خذ ابنك وحيدك الذي تحبه واذهب إلى أرض المريا واصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك. فبكر إبراهيم صباحا وشد على حماره ومعه ابنه وشقق حطبا لمحرقة وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله . وكلم الابن إبراهيم أباه وقال ياأبى فقال هاأنذا يا ابني فقال هوذا النار والحطب ولكن أين الخروف للمحرقة، فقال إبراهيم الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني فذهبا كلاهما معا، فلما أتيا إلى الموضع الذي قال له الله بنى هناك إبراهيم المذبح ورتب الحطب وربط ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب، ثم مد إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه.
س: ماذا نتعلم من امتحان الله لسيدنا إبراهيم رغم علمه سبحانه بنتيجة الامتحان مسبقا؟ أن امتحان الله للشخص هدفه تعريف الناس بمعدن ذلك الشخص. وليعتبر كل إنسان بنتيجة الامتحان.
الله ينقذ ابن ابراهيم
فناداه ملاك الله من السماء وقال إبراهيم إبراهيم فقال هاأنذا، فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا فى الغابة بقرنيه فذهب إبراهيم واخذ الكبش واصعده محرقة عوضا. ونادى ملاك الله إبراهيم ثانية من السماء، وقال: بذاتي أقسمت يقول الله أنى من أجل أنك فعلت هذا الأمر، ولم تمسك ابنك وحيدك، أباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أنك سمعت لقولي. وسكن إبراهيم في بئر سبع.
س: لماذا قدم إبراهيم ذبائح لله؟ لأن إبرام العهد في القديم كان يصحبه قطع ذبيحة حيوانية إلى نصفين مع مرور المتعاهدين بين هذين النصفين، اتفاقا على استحقاق الذي يخون العهد أن يتم شقه إلى نصفين مثل تلك الذبيحة. (تكوين15: 17 ، 21: 27-32)
موت سارة وإبراهيم
وكانت حياة سارة مئة وسبعا وعشرين سنة وماتت سارة فأتى إبراهيم ليندب سارة ويبكى عليها وبعد ذلك دفن سارة فى مغارة. وهذه أيام سنى حياة إبراهيم التى عاشها. مئة وخمس وسبعون سنة. وأسلم إبراهيم روحه ومات، ودفنه إسحق واسماعيل ابناه فى مغارة المكفيلة فى حقل عفرون الذى اشتراه ابراهيم من بنى حث. هناك دفن ابراهيم وسارة امراته.
س: كيف حصل سيدنا إبراهيم على لقب خليل الله؟ حصل الخليل على هذا اللقب الذي معناه الصدِّيق المخلِص، لأنه أخلص لله.
س: اذكر أحداث القصة بحسب أعمار أشخاصها.
1- خرج إبراهيم من أرضه ومن عشيرته وهو ابن 75 سنة. (تكوين12:4)
2- بشر الله إبراهيم بنسل وكان عمره 85 سنة، فطلبت سارة منه أن يقتني لها -من جاريتها هاجر- طفلا يكون لسارة ابنا عندما يولد على رجليها حسب عادتهم في ذلك الوقت.
3- اعترى سارة الغيظ والغيرة من هاجر عندما حبلت بإسماعيل حيث كان إبراهيم قد بلغ 86 عاما. (تكوين 16)
4- أكد الله وعده لإبراهيم بابن له من سارة عندما كان عمره 99 عاما وعمرها 89 عاما، فولدت اسحق. (تكوين 17)
5- عندما رأت سارة أن إسماعيل (ابن هاجر الذي تخطى عامه الـ 13) يسخر من ابنها اسحق، استعملت سلطتها وطردت هاجر وابنها من البيت ليصبح اسحق الابن الوحيد لأبيه. (تكوين 21)
6- وقبل وفاة سارة في سن 127 عاما طلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه وحيده على المذبح، ثم قام سبحانه بإرسال فدية عظيمة، ولا عظيم إلا الله وحده الرحمن الغفور.
س: أي أبناء إبراهيم فداه الله بكبش عظيم؟برهن إجابتك. هذا سؤال يجيب عليه القارئ.