النبي والملك داود: صاحب المزامير
من كتب صموئيل والمزامير
رجل أرضى الله
عاش داود أعظم ملوك إسرائيل قبل الميلاد بحوالي 1000عام. وقد أشار إليه الوحي المقدس بأنه رجل حسب قلب الله (سفر صموئيل الأول 13: 14) وذلك لأنه كان يمتلك القلب الخاشع الذي يرضى الله. وقد كتب العديد من التسابيح لله ،والتي سميت المزامير. لأنها كانت تغنى بمصاحبة العزف على المزمار.
نسب داود
إبراهيم ولد اسحق، واسحق ولد يعقوب، ويعقوب ولد يوسف ويهوذا واخوتهم، ويهوذا ولد فارص، وفارص ولد حصرون، وحصرون ولد أرام، وأرام ولد عميناداب، وعميناداب ولد نحشون، ونحشون ولد سلمون، وسلمون ولد بوعز ،وبوعز ولد عوبيد ،وعوبيد ولد يسى، ويسى ولد داود الملك.
الله يختار داود ليملك على الشعب
قال الله لصموئيل: تعال أرسلك إلى يسى البيت لحمي لأني رأيت لي في بنيه ملكا. ففعل صموئيل كما تكلم الله. وعبَّر يسى بنيه السبعة أمام صموئيل، وبقي بعد الصغير. فقال صموئيل: أرسل وأت به. فقال الله: قم امسحه لأن هذا هو.
س: ماذا نتعلم من اختيار الله لداود الذي كان أصغر اخوته؟ نتعلم أن الله لا يستخدم مقاييس البشر المحدودة، عندما يختار رسله وأنبياءه.
شاول في مأزق
وجمع الفلسطينيون جيوشهم للحرب واجتمع شاول ورجال إسرائيل. فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جت طوله ست أذرع وشبر وعلى رأسه خوذة من نحاس وكان لابسا درعا حرشفيا (مصفحا) وجرموقا (صفيحتان) نحاس على رجليه ومزراق نحاس (رمح قصير) بين كتفيه، وقناة رمحه كنول النساجين. وحامل الترس كان يمشي قدامه، وقف ونادى: اختاروا لكم اليوم رجلا ولينزل إلي. ولما سمع شاول وجميع إسرائيل كلام (جليات) هذا ارتاعوا وخافوا جدا.
س: لماذا تسلح جليات (جالوت) بأدوات الحرب الثقيلة في مواجهة داود؟ تسلح جليات بهذه الأدوات الثقيلة، لأنه وثق في قوتها وقدرتها على حمايته.
إيمان داود
فبكر داود صباحا وترك الغنم مع حارس وأتى وسأل على سلامة اخوته في الحرب. فكلم داود الرجال الواقفين معه قائلا: من هو هذا حتى يعيِّر صفوف الله الحي؟ وقال داود لشاول: عبدك يذهب ويحارب هذا. فقال شاول لداود: اذهب وليكن الله معك. وألبس شاول داود ثيابه. فقال داود لشاول: لا أقدر أن أمشي بهذه لأني لم أجربها، ونزعها داود عنه، وأخذ عصاه بيده، وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي. وتقدم نحو جليات، ولما نظر جليات داود استحقره لأنه كان غلاما أشقر جميل المنظر. ولعن جليات داود بآلهته، فقال داود لجليات: أنت تأتي إلي بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتي إليك باسم إله الجنود. وكان لما قام جليات وتقدم، مد داود يده إلى الكنف (الجراب) وأخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب جليات في جبهته فارتز (غاص) الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض فركض داود وأخذ سيف جليات وقطع به رأسه. فلما رأى الفلسطينيون أن جبارهم قد مات هربوا.
س: كيف انتصر داود على جليات؟ انتصر داود باستعماله سلاح الإيمان بالله والطاعة والثقة في قدرته سبحانه.
داود يحمد الله
من أقوال داود: قدموا لله يا أبناء الله مجدا وعزا. أحبك يا الله ياقوتي، الله صخرتي وحصني ومنقذي. أدعو الله الحميد فأتخلص من أعدائي. في ضيقي دعوت الله، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي . الله راعي فلا يعوزني شئ. إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي. من أنا يا سيدي وما هو بيتي حتى أوصلتني إلى هاهنا. قد عظمت يا الله لأنه ليس مثلك وليس إله غيرك. وتمتلئ مزامير داود بمثل هذه التسبيحات الرائعة.
س: كيف يمكن أن يصبح حمدنا وشكرنا الله عمليا وليس مجرد كلمات؟ بأن نحب جيراننا ونصنع لهم الخير. وأن لا نقابل الشر بالشر بل نغلب الشر بالخير.
عثرة داود
وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك فرأى من على السطح امرأة. فأرسل داود وسأل عن المرأة. فدخلت إليه وحبلت. وفي الصباح كتب داود مكتوبا: اجعلوا أوريا (زوجها) في وجه الحرب الشديدة. فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ندبت بعلها، ولما مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا، وأما الأمر الذي فعله داود فقبح في عيني الله.
تأنيب ثم توبة
فقال داود: قد أخطأت إلى الله. ارحمني يا الله حسب رحمتك. اغسلني كثيرا من إثمي. قلبا نقيا اخلق في يا الله. لأنك لا تسر بذبيحة وإلا فكنت أقدمها. ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره.
س: ما المقصود من الاعتراف بالذنوب والتوبة عنها؟ الأصل في الاعتراف بالذنب والتوبة هو الندم الحقيقي. وهو ما يجعلنا مستعدين لدفع ثمن أخطائنا مهما كان فادحا.
داود يشتاق أن يعرف الجميع من هو الله
فقال: اخبروا في الشعوب بأعماله. حدثوا في الأمم بمجده. هَبوا الله يا عشائر الشعوب، هبوا الله مجدا وعزا.