من كتاب اشعياء
من هو إشعياء
إشعياء (معناه خلاص الله) هو بن آموص (معناه القوى). وقد أطلق إشعياء على زوجته اسم "النبية" ويبدو أن الله قد وهبها نعمة كثيرة. فكان لإشعياء منها ولدان اسم الأول "شآر ياشوب" (ومعناه البقية العائدة) واسم الثاني "مهير شلال حاش بز" (معناه غنيمة ثم خراب) "رؤيا إشعياء بن آموص . في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا.
الرؤيا
في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع. السرافيم واقفون وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس إله الجنود مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب، وامتلأ البيت دخانا. فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين. فطار إلى واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمي وقال: إن هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك.
س: لماذا يخشى الإنسان لحظة المواجهة مع الديان مثل النبي إشعياء؟ لأنه أمام نقاء القداسة الإلهية يزداد إحساس الإنسان برداءة سلوكه ودوافعه الأنانية التي يمارسها في حياته الدنيا.
س: وكيف يمكن للإنسان أن ينجو من غضب الله؟ ننجو من غضب الله عندما نقبل ذلك الإنقاذ الذي يقدمه لنا سبحانه بأضحية كفارته العظمى.
دعوة إشعياء
ثم سمعت صوت السيد قائلا: من أُرسل ومن يذهب من أجلنا. فقلت هاأنذا أرسلني. فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا إبصارا ولا تعرفوا. غلظ قلب هذا الشعب، إلى أن تصير المدن خربة. ولكن كالبطمة والبلوطة التي وإن قطعت فلها ساق، يكون زرعا مقدسا.
س: ماذا نتعلم من إرسال الله لأنبياء مثل إشعياء إلى شعب لن يصغي لكلامه؟ إن الله سبحانه يُنعم على الإنسان بالعديد من الفرص في هذه الدنيا مهما كان ذلك الإنسان غير مستحق لها.
من مواعظه
كان لحبيبي كرم على أكمة خصبة. نقَّى حجارته وغرسه وبنى برجا في وسطه ونقر فيه أيضا معصرة فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا ماذا يصنع أيضا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟ لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبا صنع عنبا رديئا؟ فالآن أعرفكم ماذا أصنع بكرمي. أنزع سياجه فيصير للرعي. أهدم جدرانه فيصير للدوس. وأجعله خرابا فيطلع شوك وحسك. وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرا.
س: ما هو حال إنسان يغلق قلبه فلا يستمع إلى همسات الله؟ يخسر هذا الإنسان تلك الفرص التي أنعم بها الله عليه، فلا ينتفع شيئا بعد أن ينتهي العمر ويفوت أوان الندم.
إرضاء الله ليس بالطقوس والشعائر
اسمعوا كلام الله. اصغوا إلى شريعة إلهنا. لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الله؟ رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم وإن كثرتم الصلاة لا اسمع. أيديكم ملآنة دما. اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني. تعلموا فعل الخير، اطلبوا الحق، انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة. فقال السيد: هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه أكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عني .
س: كيف يمكننا أن نرضى الله سبحانه؟ بأن نتوب إليه عن عناد قلوبنا، فنتواضع أمامه ونقبل كلمته الحية التي جاءنا بها.
وعد الله للأمناء
الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثرا. وأما منتظروا الله فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون. صوت قائل ناد. فقال: بماذا أنادى! كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الله هبت عليه. حقا الشعب عشب. يبس العشب، ذبل الزهر، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد.
س: لماذا يطمئن المؤمن إلى الله وإلى كلامه سبحانه؟ لأن المتكلين عليه ينالون رحمة وتشجيعا روحيا داخليا في قلوبهم.
من نبوءات إشعياء
لكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل. فيعلن مجد الله ويراه كل بشر جميعا لأن فم الله تكلم. محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه، والله وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازِّيها فلم يفتح فاه. من الضغطة ومن الدينونة أخذ، وفي جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء؟ أنه ضرب من أجل ذنب شعبي. وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش.
س: ما أهمية وجود برهان على صدق نبوة أي نبي من خلال كتب الوحي التي تسبق هذا النبي؟ ينبئنا الله دائما في كتبه عن الأنبياء الذين سيرسلهم لنا حتى لا ينخدع الناس بوسائل الإبهار الدنيوية التي يستخدمها الأنبياء الكذبة. وقد حذرنا السيد المسيح منهم.