النبي والملك سليمان: الحكيم

من كتب حكمة سليمان

والملوك الأول الفصول 2 إلى 11

 

وصية داود لابنه سليمان

ولما قربت أيام وفاة داود أوصى (ابنه) سليمان قائلا: احفظ شعائر الله. إذ تسير في طرقه وتحفظ فرائضه و وصاياه كما هو مكتوب في شريعة موسى لكي تفلح في كل ما تفعل.

قام سليمان ببناء الهيكل في أورشليم لعبادة الإله الحي. وقد أعطاه الله غنى عظيما. وكتب سليمان الكثير من الأمثال وكلمات الحكمة المسجلة في الكتاب المقدس، لكن زوجاته الكثيرات كن نقمة عليه.

 

سليمان يطلب الحكمة

وتراءى الله لسليمان في حلم ليلا، وقال الله اسأل ماذا أعطيك. فقال سليمان أعط عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر لأنه من يقدر أن يحكم على شعبك العظيم هذا. فحسن الكلام في عيني الله. وأعطى الله سليمان حكمة وفهما كثيرا جدا وكان صيته في جميع الأمم حواليه وتكلم بثلاثة آلاف مثل وكانت نشائده ألفا وخمسا وتكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته.

س: ماذا تطلب من الله لو أتيحت لك الفرصة كسليمان؟ هذا السؤال متروك للقارئ.

 

حكمة وشفقة

حينئذ أتت امرأتان وقفتا بين يديه فقالت المرأة الواحدة استمع يا سيدي إني أنا وهذه المرأة ساكنتان في بيت واحد وقد ولدت معها في البيت وفى اليوم الثالث بعد ولادتي ولدت هذه المرأة أيضا. ومات ابن هذه في الليل فأخذت ابني وأضجعت ابنها الميت في حضني. فلما قمت صباحا لأرضع ابني إذا هو ميت ولما تأملت فيه، إذا هو ليس ابني الذي ولدته. وكانت المرأة الأخرى تقول كلا بل ابني الحي وابنك الميت. فقال الملك إيتوني بسيف اشطروا الولد الحي اثنين وأعطوا نصفا للواحدة ونصفا للأخرى. فتكلمت المرأة التي ابنها الحي إلى الملك لان أحشاءها اضطرمت على ابنها وقالت استمع يا سيدي أعطوها الولد الحي ولا تميتوه. فأجاب الملك وقال أعطوها الولد الحي ولا تميتوه فإنها أمه ولما سمع جميع إسرائيل بالحكم الذي حكم به الملك خافوا الملك لأنهم رأوا حكمة الله فيه لإجراء الحكم.

 

سليمان يبني هيكلا (بيتا) لله

فأرسل سليمان يقول: قد أراحني الله من كل الجهات، فلا يوجد خصم ولا حادثة ولا شر. وها أنذا قائل ببناء بيت لاسم الله كما كلم الله داود أبي قائلا: إن ابنك الذي أجعلهمكانك على كرسيك هو يبني البيت لاسمي فبنى سليمان البيت وأكمله في سبع سنين.

كرم الحكيم

وسمعت ملكة سبا بخبر سليمان لمجد الله. فاتت لتمتحنه بمسائل. ولم يكن أمر مخفيا عن الملك لم يخبرها به. فلما رأت ملكة سبا كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه قالت للملك: هوذا النصف لم اخبر به. زدت حكمة وصلاحا على الخبر الذي سمعته. طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائما السامعين حكمتك. ليكن مباركا الله الذي سر بك وجعلك على كرسي إسرائيل. وأعطت الملك ذهبا وأطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة. وأعطى الملك سليمان لملكة سبأ كل مشتهاها الذي طلبت حسب كرم الملك.

 

من كلام الحكيم

الله هو مصدر الحكمة

مخافة الله رأس المعرفة أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب. لأن الله يعطي حكمة من فمه المعرفة والفهم. أعط حكيما فيكون أوفر حكمة. علِّم صِدِّيقا فيزداد علما.

عن قيمة الحكمة قال

احفظ وصاياي فتحيا اقتن الحكمة اقتن الفهم لا تنس . خذوا تأديبي لا الفضة والمعرفة أكثر من الذهب، لأن الحكمة خير من اللآلئ وكل الجواهر لا تساويها.

وعن الزنا كتب

يا ابني أصغ إلى حكمتي أمل أذنك إلى فهمي لحفظ التدابير ولتحفظ شفتاك معرفة. لأن شفتي المرأة الأجنبية تقطران عسلا وحنكها أنعم من الزيت لكن عاقبتها مرة كالإفسنتين حادة كسيف ذي حدين. قدماها تنحدران إلى الموت. خطواتها تتمسك بالهاوية. فَلِم تفتن يا ابني بأجنبية وتحتضن غريبة؟ لأن طرق الإنسان أمام عيني الله وهو يزن كل سبله. الشرير تأخذه آثامه وبحبال خطيته يمسك. إنه يموت من عدم الأدب وبفرط حمقه يتهور.

 

 

وقال عن الخمر

الخمر مستهزئة المسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم. لمن الويل لمن الشقاوة لمن المخاصمات لمن الكرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العينين للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لاتنظر إلى الخمر إذا احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان.

وعن الغنى والثراء قال

القليل مع مخافة الله خير من كنز عظيم مع هَمٍ. الصيت افضل من الغنى العظيم والنعمة الصالحة افضل من الفضة والذهب. لا تتعب لكي تصير غنيا كُف عن فطنتك.

وقال عن تربية الأبناء

من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن احبه يطلب له التأديب. ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه.

وعن العدل قال

يد ليد لا يتبرر الشرير أما نسل الصديقين فينجو. مبرئ المذنب ومذنب البريء كلاهما مكرهة الله.

وعن الأمانة قال

كراهة الله شفتا كذب أما العاملون بالصدق فرضاه. غنى البطل يقل والجامع بيده يزداد. معيار فمعيار مكرهة الله وموازين الغش غير صالحة.

وعن الغرور قال

قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح. تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين. كبرياء الإنسان تضعه والوضيع الروح ينال مجدا.

 

زوجات سليمان

واحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة من الأمم الذين قال عنهم الله لبني إسرائيل لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم. وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الله فذهب سليمان وراء عشتورث إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين، وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن ويذبحن لآلهتهن فقال الله لسليمان إني أمزق المملكة عنك تمزيقا وأعطيها لعبدك.

س: لماذا لا يليق بالرجال أن يلقوا باللوم دائما على النساء؟ لأن واجب القوي أن يحمي الضعيف وأن يتحمل مسئوليته بدلا من إلقائها على الآخرين.

 

وفاة سليمان

ويربعام بن ناباط أفرايمي من صردة عبد لسليمان واسم أمه صروعة، قال له الله : آخذ المملكة من يد ابن (سليمان) وأعطيك إياها. أي الأسباط العشرة، وأعطي ابنه سبطا واحدا، ليكون سراج لداود عبدي كل الأيام أمامي في أورشليم المدينة التي اخترتها لنفسي لأضع اسمي فيها. وطلب سليمان قتل يربعام. فقام يربعام وهرب إلى مصر إلى شيشق ملك مصر، وكان في مصر إلى وفاة سليمان وكانت الأيام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على إسرائيل أربعين سنة، ثم اضطجع سليمان مع آبائه ودفن في مدينة داود أبيه وملك رحبعام ابنه عوضا عنه.

س: ما تفسيرك لوجود الصراعات حتى في زمن الأنبياء؟ أن إبليس يستخدم تعارض المنفعة الشخصية، واختلاف الأجيال، وتنوع عادات وتقاليد الجماعات. وذلك ليشعل نوازع الشر في الإنسان في كل زمان وكان.

عودة للصفحة الرئيسية