4. شهادة الآثار والتاريخ، والبراهين المنطقية والعقلية التي تؤكد حقيقة موت المسيح.
* ونحن نؤمن أن المسيح هو الله الذي ظهر في صورة مرئية. وكما قال الرسول يوحنا: "في البدء كان الكلمة.. وكان الكلمة هو الله.. والكلمة صار بشراً وخيم بيننا.. ما من أحد رأى الله قط، ولكن الابن الوحيد.. هو الذي كشف عنه" (الإنجيل بحسب يوحنا 1 : 1 , 14 , 18).
وإمكانية تجسد الله وظهوره في صورة بشرية مرئية أمر قائم، فعندما ظهر الله لموسى في العليقة سمع موسى صوت الله وكلمه تكليماً. والصوت من مستلزمات الجسد والله روح.
والنص القرآني الذي يقول بإن الله على العرش استوى. وعندما سُئل الأمام مالك عن هذا قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة".
نحن نؤمن أن الله قد تجسد ليتمم الشروط المطلوبة للفداء.
صلب المسيح ومات، والمسيح هو الله. فهل مات الله؟ هذا هو سؤالك ياعزيزي.
أوضح لك جوابي على نحو بشري ملموس.
كريم إنسان يتكون من روح وجسد، وعندما يموت كريم. ماذا يحدث؟ تنفصل الروح عن الجسد، الروح خالدة لا تموت لأنها نسمة الله، والجسد ترابي يموت ويتحلل.
الروح والجسد معاً يكونان كريم، فالجسد بدون الروح ليس هو كريم، والروح بدون الجسد ليس بـ كريم، وعند موت كريم، ورغم أن الروح خالدة لا تموت، فإننا نقول كريم قد مات. وعلى هذا القياس مع فارق التشبيه.
المسيح على الصليب، لاهوت (طبيعة إلهية)، وناسوت (طبيعة بشرية جسدية) وروح إنسانية فعندما مات المسيح على الصليب مات الجسد الترابي (الطبيعة البشرية) أما اللاهوت أي الطبيعة اللاهوتية، فلم تمت. ورغم ذلك نقول: مات المسيح.
فالله غير محدود، لا يحده زمان أو مكان، فهو موجود في كل مكان في نفس الزمان.
صديقي العزيز: إننا نعيش في عالم حدث فيه تقدم عظيم في العلم، ورغم أننا لا نستطيع أن نفهم كل شىء، لكن عدم فهمنا لا يمنعنا من أن نرى نتائجه ونستفيد به.
فمثلاً كثيرون من الناس لا يفهمون شيئاً عن الموجات التي تصل عبر الأثير، ورغم ذلك يستمتعون بالاستماع إلى المذياع، ويشاهدون التلفاز.
ومثال آخر: فعند مرور تيار كهربي في المصباح يعطي ضوءاً، وعند مروره في المدفأة يعطي حرارة، وعند مروره في المبرد يكون ثلجاً، والعلم يوضح كيف يتم ذلك، ولكن الملايين من الذين يستخدمون هذه الأجهزة لا يفهمون كيف يتم هذا، ورغم ذلك لا يمنع هذا استخدامهم للأجهزة والاستفادة منها.
وحسناً أن نبحث ونفتش ونحاول أن نفهم، لأنه في عدم المعرفة خسارة غير عادية. وإذا كان في إيماننا المسيحي بعض الأمور التي لا نستطيع أن ندركها إدراكاً تاماً لأنها تسمو فوق مداركنا البشرية المحدودة، ولكن هذا لا يمنع أن نؤمن بها ونختبرها ونستفيد منها.
نعم. مات المسيح على الصليب ليصالحنا مع الله، ويفدينا، ويعطي لنا حياة جديدة وما علينا إلا أن نأتي إليه معترفين بخطايانا "إن اعترفنا لله بخطايانا، فهو جدير بالثقة وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (رسالة يوحنا الأولى 1 : 9).
هذه دعوة الله لك فاهتم بها ولا تهملها من أجل حياتك وسلام قلبك وضمان جنة الخلد.