اسأل ونحن نجيب

    اسؤال من اسكندر عوض:
"هل يمكن أن يموت الإله؟ وهل هذا معقول؟!"

    إنه امتياز لنا أن نشارك في توضيح حقائق الإيمان المسيحي، ومن أهم هذه الحقائق إيماننا بموت المسيح، وهذه الحقيقة المؤكدة قد أعلنت لنا من خلال:

    1. نبوات العهد القديم [التوراة والزابور (أي المزامير)]

    يوجد في كتاب العهد القديم أكثر من 330 نبوة عن المسيح، منها 29 نبوة تمت في خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض، منها ما جاء في سفر النبي إشعياء في التوراة (العهد القديم) للكتاب المقدس:

    " لكنه حمل أحزاننا، وتحمل أوجاعنا، ونحن حسبنا أن الرب قد عاقبه وأذله، إلا أنه كان مجروحاً من أجل آثامنا ومسحوقاً من أجل معاصينا، حل به تأديب سلامنا، وبجراحه برئنا.. جعلوا قبره مع الأشرار ومع ثرى عند موته، مع أنه لم يرتكب جوراً، ولم يكن في فمه غش.. سكب للموت نفسه، وأحصي مع أثمة، وهو حمل خطيئة كثيرين، وشفع في المذنبين" (سفر إشعياء 53 : 4 - 6 , 9 , 12).

    2. شهادة السيد المسيح عن موته قبل وقوع هذا الحدث، فقد أعلن المسيح عن موته أكثر من مرة، منها: "من ذلك الوقت، بدأ يسوع يعلن لتلاميذه أنه لابد أن يمضي إلى أورشليم (القدس)، ويتألم على أيدي الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل وفي اليوم الثالث يقام" (الإنجيل بحسب متى 16 : 21).

    "وفيما كان يسوع صاعداً إلى أورشليم، انفرد بالتلاميذ الاثني عشر في الطريق، وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم، حيث يسلم ابن الإنسان إلى رؤساء الكهنة، والكتبة، فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى أيدي الأمم فيسخرون منه ويجلدونه ويصلبونه، ولكنه في اليوم الثالث يقوم" (الإنجيل بحسب متى 20 : 17 - 19).

    3. كتابات رسل وتلاميذ (الحواريون) المسيح، بوحي من الله، وكشهود عيان:

    "يسوع الناصري الذي صلبتموه أنتم، والذي أقامه الله من بين الأموات" (سفر الأعمال 4 : 10)

    "يسوع المسيح الذي مات عنا لكي نحيا جميعاً معه" (رسالة تسالونيكي الأولى 5 : 10). وغيرها، ويمكن الرجوع إلى الكتاب المقدس لمعرفة الكثير من النصوص التي تتعلق بموت المسيح وقيامته.

    4. شهادة الآثار والتاريخ، والبراهين المنطقية والعقلية التي تؤكد حقيقة موت المسيح.

    * ونحن نؤمن أن المسيح هو الله الذي ظهر في صورة مرئية. وكما قال الرسول يوحنا: "في البدء كان الكلمة.. وكان الكلمة هو الله.. والكلمة صار بشراً وخيم بيننا.. ما من أحد رأى الله قط، ولكن الابن الوحيد.. هو الذي كشف عنه" (الإنجيل بحسب يوحنا 1 : 1 , 14 , 18).

    وإمكانية تجسد الله وظهوره في صورة بشرية مرئية أمر قائم، فعندما ظهر الله لموسى في العليقة سمع موسى صوت الله وكلمه تكليماً. والصوت من مستلزمات الجسد والله روح.

    والنص القرآني الذي يقول بإن الله على العرش استوى. وعندما سُئل الأمام مالك عن هذا قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة".

    نحن نؤمن أن الله قد تجسد ليتمم الشروط المطلوبة للفداء.

    صلب المسيح ومات، والمسيح هو الله. فهل مات الله؟ هذا هو سؤالك ياعزيزي.

    أوضح لك جوابي على نحو بشري ملموس.

    كريم إنسان يتكون من روح وجسد، وعندما يموت كريم. ماذا يحدث؟ تنفصل الروح عن الجسد، الروح خالدة لا تموت لأنها نسمة الله، والجسد ترابي يموت ويتحلل.

    الروح والجسد معاً يكونان كريم، فالجسد بدون الروح ليس هو كريم، والروح بدون الجسد ليس بـ كريم، وعند موت كريم، ورغم أن الروح خالدة لا تموت، فإننا نقول كريم قد مات. وعلى هذا القياس مع فارق التشبيه.

    المسيح على الصليب، لاهوت (طبيعة إلهية)، وناسوت (طبيعة بشرية جسدية) وروح إنسانية فعندما مات المسيح على الصليب مات الجسد الترابي (الطبيعة البشرية) أما اللاهوت أي الطبيعة اللاهوتية، فلم تمت. ورغم ذلك نقول: مات المسيح.

    فالله غير محدود، لا يحده زمان أو مكان، فهو موجود في كل مكان في نفس الزمان.

    صديقي العزيز: إننا نعيش في عالم حدث فيه تقدم عظيم في العلم، ورغم أننا لا نستطيع أن نفهم كل شىء، لكن عدم فهمنا لا يمنعنا من أن نرى نتائجه ونستفيد به.

    فمثلاً كثيرون من الناس لا يفهمون شيئاً عن الموجات التي تصل عبر الأثير، ورغم ذلك يستمتعون بالاستماع إلى المذياع، ويشاهدون التلفاز.

    ومثال آخر: فعند مرور تيار كهربي في المصباح يعطي ضوءاً، وعند مروره في المدفأة يعطي حرارة، وعند مروره في المبرد يكون ثلجاً، والعلم يوضح كيف يتم ذلك، ولكن الملايين من الذين يستخدمون هذه الأجهزة لا يفهمون كيف يتم هذا، ورغم ذلك لا يمنع هذا استخدامهم للأجهزة والاستفادة منها.

    وحسناً أن نبحث ونفتش ونحاول أن نفهم، لأنه في عدم المعرفة خسارة غير عادية. وإذا كان في إيماننا المسيحي بعض الأمور التي لا نستطيع أن ندركها إدراكاً تاماً لأنها تسمو فوق مداركنا البشرية المحدودة، ولكن هذا لا يمنع أن نؤمن بها ونختبرها ونستفيد منها.

    نعم. مات المسيح على الصليب ليصالحنا مع الله، ويفدينا، ويعطي لنا حياة جديدة وما علينا إلا أن نأتي إليه معترفين بخطايانا "إن اعترفنا لله بخطايانا، فهو جدير بالثقة وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (رسالة يوحنا الأولى 1 : 9).

     هذه دعوة الله لك فاهتم بها ولا تهملها من أجل حياتك وسلام قلبك وضمان جنة الخلد.

الصفحة الرئيسية