اسأل ونحن نجيبسؤال: من عبد الرحمن:"إنه من خصائص الإله أنه أقوى من البشر، فكيف استطاع البشر قتل يسوع (السيد المسيح) سيدنا عيسى بن مريم؟"بمناسبة العام الجديد لميلاد السيد المسيح، كل عام وأنت في أمان وسلام، أعاده الله عليك وعلى جميع الناس باليمن والبركات. يسعدني كثيراً أن أجيب على تساؤلاتك، ولكن ما أتمناه هو أن تكون أسئلتك بحثاً عن الحقيقة، وليست بهدف الجدل. ولقد جاء في الكتاب المقدس: "أما المجادلات الغبية الحمقاء فتجنبها، عالماً أنها تولد المشاجرات، وعبد الرب يجب ألا يتشاجر، بل يكون مترفقاً تجاه الجميع قادراً على التعليم" (رسالة الرسول بولس الأولى لتيموثاوس 2 : 23). وأعتقد أنك لا تحتاج أن أذكرك بما جاء في (القرآن): "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن". وتنفيذاً لما أمرنا به الكتاب المقدس: "كونوا دائماً مستعدين لأن تقدموا جواباً مقنعاً لكل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي داخلكم: (رسالة بطرس الأولى 3 : 15). نحن دائماً نرحب بك أخاً وصديقاً، ونجيب على أسئلتك. "إن من خصائص الإله أنه أقوى من البشر، فكيف استطاع البشر قتل يسوع (سيدنا عيسى بن مريم)". أولاً: ليس هناك وجه للمقارنة بين الله والبشر، فالله ليس له شبيه أو مثيل، فقوة الله وقدرته اللامحدودة لا تقارن بقوة وقدرة البشر المحدودة. ثانياً: الله في الكتب المقدسة يصدر أوامره ونواهىِ تمنع الناس من عمل الشر، ورغم ذلك يكسر الإنسان ناموس الله، ولا ينفذ وصاياه، وهو بذلك يتحدى الله ويتمرد عليه. فهل تعتقد أن الإنسان بذلك يكون أقوى من الله؟ أما أن الله أعطى الإنسان حرية الإرادة،ووضع مبدأ الثواب والعقاب، حتى تكون طاعة الإله وتنفيذ أوامره عن حب وليست إجباراً وإكراهاً، وإلا فأين حرية الإرادة والاختيار التي منحها الله لنا؟ ثالثاً: كون أن اليهود قد صلبوا المسيح، فهذا لا يعني أنهم كانوا أقوى منه، ولكن المسيح نفسه قد سمح أن يتم هذا بإرادته واختياره، أن يموت طوعاً فداءً للإنسان.. لكل إنسان على وجه الأرض بما فيهم أنت وأنا. قال السيد المسيح "إن الآب يحبني لأني أبذل حياتي لكي استردها. لا أحد ينتزع حياتي مني، بل أنا أبذلها باختياري، فلي السلطة أن أبذلها، ولي السلطة أن أستردها" (الإنجيل بحسب يوحنا 1 : 17 - 18). وقال أيضاً: "ابن الإنسان قد جاء لا ليُخدم بل ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (الإنجيل بحسب متى20 : 28). والكتاب المقدس هو الذي أوضح لنا موت المسيح ومنه نرى: 1. الإنسان قد أخطأ، "ليس إنسان بار، ولا واحد، ليس من يدرك. ليس من يبحث عن الله، جميع الناس قد ضلوا وصاروا بلا نفع، ليس من يمارس الصلاح، لا ولا واحد" (رسالة روما 3 : 10 - 12). وأنا وأنت بالطبع يشملنا هذا القول. 2. الحاجة إلى مصالح ومنقذ، وقد قام الله نفسه بهذا العمل، بظهوره في صـورة جسدية مرئية في المسيح "في البدء كان الكلمة.. والكلمة صار بشراً وخيم بيننا" (الإنجيل بحسب يوحنا 1 : 1 , 14). "وباعتراف الجميع، إن سر التقوى عظيم؛ الله ظهر في الجسد" (رسالة تيموثاوس الأولى 3 : 16). 3. موت المسيح الفدائي على الصليب: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، فإن الله لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص العالم به فالذي يؤمن به لا يدان، أما الذي لا يؤمن به، فقد صدر عليه حكم الدينونة، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذا هو الحكم إن النور قد جاء إلى العالم، ولكن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور، لأنه أعمالهم كانت شريرة" (الإنجيل بحسب يوحنا 3 : 16 - 19). فيسوع المسيح قد مات على الصليب ذبيحة كفارية لأجلنا. (ومبدأ الفداء موجود في القرآن في قصة الكبش العظيم الذي قدم بدلاً من ابن إبراهيم. ومبدأ "البدل" موجود في الحج عندما يقوم الإنسان بالحج إلى مكة بدلاً من إنسان آخر) أي أن مبدأ أن يموت المسيح فداء وبدلاً عن البشر أمر مقبول. وهذا ما نؤمن به ونتمتع ببركاته. "إن اعترفنا لله بخطايانا، فهو جدير بالثقة وعادل، يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (رسالة يوحنا الأولى 1 : 9). ونحن ندعوك أن تختبر هذا، وما عليك إلا أن تأتي أمام الله الآن وتطلب منه أن يكشف لك عن الحق. وتعترف بخطاياك وتتوب عنها، فتنال غفران الله وسلاماً في المسيح. |