خامساً: د. محمد أحمد خلف الـله
· د. محمد أحمد خلف الله، كاتب سياسي راحل له كثير من المؤلفات منها:
أ - القرآن ومشكلات حياتنا المعاصرة. مكتبة الأنجلو المصرية 1967م.
ب - دراسات في النظم والتشريعات الإسلامية. مكتبة الأنجلوا المصرية 1977م.
جـ - علي مبارك وآثاره.
د - الكواكبي. حياته وأثاره.
هـ - صاحب الأغاني: أبو الفرج الأصفهاني في الرواية.
و - السيد عبد الله نديم ومذكراته السياسية وغيرها من الكتب والمقالات.
وهو من مؤسس حزب التجمع، وكان نائباً لرئيس الحزب، ورئيس تحرير مجلة اليقظة .
وهذه الاقتباسات من كتاب "الفن القصصي في القرآن الكريم" مكتبة الأنجلو المصرية. ط4. سنة 1972م.
يرى د. خلف الله أن القصة القرآنية لم يُقصد بها التاريخ، ولكن العظة والاعتبار ولذلك يُهمل الزمان والمكان، وهي تمثل الصور الذهنية للعقلية العربية في ذلك الوقت ولا يلزم أن يكون هذا هو الحق والواقع ومن حقنا أن نبحث وندقق. وهذا هو ما كتبه بالنص:
*"يدلنا الاستقراء على أن ظواهر كثيرة من ظاهرات الحرية الفنية توجد في القرآن الكريم، ونستطيع أن نعرض عليك منها في هذا الموقف ما يلي:
1 - إهمال القرآن حين يقص لمقومات التاريخ من زمان ومكان..*
2 - اختياره لبعض الأحداث دون البعض، فلم يعن القرآن بتصوير الأحداث الدائرة حول شخص أو الحاصلة في أمة تصويراً تاماً كاملاً، وإنما كان يكتفي باختيار ما يساعده على الوصول إلى أغراضه.
3 - كما لا يهتم بالترتيب الزمني أو الطبيعي في إيراد الأحداث وتصويرها وإنما كان يخالف هذا الترتيب ويتجاوزه. *
4 - إسناده بعض الأحداث لأناس بأعينهم في موطن ثم إسناده نفس الأحداث لغير الأشخاص في موطن آخر.
5 - إنطاقه الشخص الواحد في الموقف الواحد عبارات مختلفة حين يكرر القصة.
6 - وجود مواقف جديدة لم تحدث في سياق القصة التي تصور أحداثاً وقعت انتهت. المرجع السابق. ص51-52.
"القرآن يجري في فنه البياني على أساس ما كانت تعتقد العرب وتتخيل، لا على ما هو الحقيقة العقلية ولا على ما هو الواقع العملي" المرجع السابق. ص57.
" إن المعاني التاريخية ليست مما بلغ على أنه دين يتبع، وليست من مقاصد القرآن في شئ، ومن هنا أهمل القرآن مقومات التاريخ من زمان ومكان وترتيب للأحداث.. إن قصد القرآن من هذه المعاني إنما هو العظة والعبرة أي في الخروج بها من الدائرة التاريخية إلى الدائرة الدينية. ومعنى ذلك أن المعاني التاريخية من حيث هي معان تاريخية لا تعتبر جزء من الدين أو عنصراً من عناصره المكونة له.
ومعنى هذا أيضاً أن قيمتها التاريخية ليست مما حماه القرآن الكريم ما دام لم يقصده. المرجع السابق. ص44.
"إن ما بالقصص القرآني من مسائل تاريخية ليست إلا الصور الذهبية لما يعرفه المعاصرون للنبي من التاريخ، وما يعرفه هؤلاء لا يلزم أن يكون الحق والواقع، كما لا يلزم القرآن أن يصحح هذه المسائل أو يردها إلى الحق والواقع، لأن القرآن الكريم، كان يجئ في بيانه المعجز على ما يعتقد العرب، وتعتقد البيئة ويعتقد المخاطبون.ً ً المرجع السابق. ص61، ويضيف الكاتب أيضاً
"إن القرآن الكريم لا يطلب الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخية. ومن هنا يصبح من حقنا أو من حق القرآن علينا أن نفسح المجال أمام العقل البشري ليبحث ويدقق، وليس عليه بأس في أن ينتهي من هذه البحوث إلى ما يخالف هذه المسائل، ولن تكون مخالفة لما أراده الله أو لما قصد إليه القرآن لأن الله لم يرد تعليمنا التاريخ، ولأن القصص القرآني لم يقصد إلا الموعظة والعبرة وما شابههما من مقاصد وأغراض.
نوجز ما سبق فيما يلي:
1 - القصة القرآنية، قصة لا تتوافر فيها مقومات التاريخ، ولم يكن هدفها التاريخ بل العظة والاعتبار.
2 - هناك أقوال جاءت على لسان بعض الأشخاص، لم ينطقوا بها بل القرآن أنطقها على لسانهم.
3 - القصة القرآنية، هي ما يعرفه المعاصرون للنبي من تاريخ، ولا يلزم أن يكون هذا هو الحق والواقع.
4 - القرآن لا يطلب منا الإيمان برأي معين في هذه المسائل التاريخية ومن حقنا أو من حق القرآن علينا أن نبحث ونفتش لمعرفة الحدث التاريخي كما وقع ومخالفتنا للقصة القرآنية لا يمس القرآن.
إذا طبقنا هذه المبادئ على حادثة صلب المسيح نرى:
إن اليهود لم يقولوا أن المسيح هو رسول الله.
إن القول: "ما قتلوه وما صلبوه" هو ما يعرفه المعاصرون.
إن القرآن لا يطلب منا الإيمان بعدم قتل وصلب المسيح.
إذا رأينا من الكتب المقدسة أو من التاريخ ما يؤكد حقيقة صلب وموت المسيح، فالواجب علينا أو من حق القرآن علينا أن نؤمن بذلك، ولهذا فالمسيح قد صلب ومات على الصليب.
"إن القرآن لم يقصد إلى التاريخ من حيث هو تاريخ إلا في النادر الذي لا حكم له، وأنه على العكس من ذلك عمد إلى ابهام مقومات التاريخ من زمان ومكان". نفس المرجع. ص 7.
"إن هذه المحاورة التي يصورها القرآن الكريم قائمة بين المولى سبحانه وتعالى وبين عيسى في آخر سورة المائدة لا ُتفهم على ظاهرها، ولا ُتفسر على أنها وقعت حقاً، وأنها لا يمكن أن تكون إلا التصوير الأدبي الذي يقصد منه إلى توبيخ النصارى المعاصرين لمحمد" نفس المرجع. ص36.
"إن وصف عيسى بأنه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في قوله تعالى: (وقولهم إن قتلنا المسيح عيس بن مريم رسول الله)، لا يمكن أن يفهم على أنه قد صدر حقاً من اليهود فهم لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذى انطقهم به، ذلك لأن وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنه رسول الله وهم لم يسلموا بهذا، ولو سلموا بهذا لأصبحوا مسيحيين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان العداء، ولما كان قتل وصلب. إن اليهود إنما يتهمون عيسى بالكذب، وينكرون عليه أنه رسول الله، ويذكرونه بالشر، ويقولون إنه ابن زنا وأن أمه زانية. يقول اليهود كل هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطع العقل الإسلامي أن يسلم بأن وصف عيسى بأنه رسول الله قد صدر حقاً من اليهود" المرجع نفسه ص37.
"لأن القرآن يصور في بعض قصصه اعتقاد المعاصرين أو المخاطبين" نفس المرجع ص143
" مصادر القصص القرآني في الغالب هي العقلية العربية، فالقرآن لم يبعد عنها إلا القليل النادر، ومن هنا جاءت فكرة الأقدمين القائلة: إن القرآن ليس إلا أساطير الأولين، وذلك لأنهم نظروا فوجدوا الشخصيات القصصية والأحداث القصصية مما يعرفون". نفس المرجع ص235.
لأنهم نظروا فوجدوا الشخصيات القصصية والأحداث القصصية مما يعرفون". نفس المرجع ص235.
.