سابعاً: موقف أحمد ديدات من قضية الصليب
إن موقف أحمد ديدات من قضية صلب المسيح يشوبه كثير من عدم الوضوح أو ربما التناقض، فهو يقول: "لا أتوقع أن يسألني أي شخص عن عقيدتي كمسلم فيما يتعلق بموضوع الصلب، عقيدتي هي عقيدة القرآن كما وردت بدقة في الآية 157 من سورة النساء" . مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء. ترجمة علي الجوهري. دار الفضيلة. ص88.
ويعلق علي الجوهري -مترجم كتب ديدات- على هذا بقوله: "وهكذا ببراعة منقطعة النظير هرب الشيخ أحمد ديدات من الخوض في كيفية نهاية شأن المسيح مع قومه، أو بالأصح هرب من الخوض فيما يختلف فيه المسلمون في هذا الصدد، واكتفى بإعلان أن عقيدته في هذه المسألة تعبر عنها الأية 157 من سورة النساء دون أي تفاصيل. وخيراً فعل. لقد كان يكافح ويفند عقائد المسيحيين ودعواهم في هذا الشأن، ولم يكن من الحكمة إطلاقاً أن يفتح جبهة ثانية بين المسلمين، وهي جبهة أشد وطيساً" أخطر المناظرات. هل مات المسيح على الصليب. مناظرة بين أحمد ديدات، وفلويد كلارك. ترجمة علي الجوهري. البشير للتوزيع والنشر. ص175.
وعندما نرجع إلى كتاباته ومناظراته نرى العجب، فهو يقول:
1 - إن المسيح صُلب وأُغمي عليه، ولكنه لم يمت على الصليب، وأن الشبهة هنا هي الاشتباه في موته. ويورد ما يدعى أنه ثلاثين دليلاً على عدم موت المسيح على الصليب. مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء، من دحرج الحجر، آية يونان.
2 - وفي موضع آخر يقول إن الذي صُلب هو شخص آخر يشبهه. "أما إنجيل برنابا فيؤيد النظرية التي تقول إن شخصاً آخر قُتل محله على الصليب، وهذا يتفق مع وجه نظرنا نحن المسلمين. فهنا الشبهة التي حصلت بقتلهم شخصاً آخر يشبهه" . عيسى إله أم بشر أم أسطورة؟ ترجمة محمد مختار. ص138-139.
3 - ومرة ثالثة يقول: فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه. ولكن بدا لهم كأنهم فعلوا ذلك، فقد ظنوا أنهم فعلوا but it was made to appear to them so ولكنهم لم يصلبوا ولم يقتلوا المسيح.. لأنه من المؤكد أنهم لم يقتلوه، هذا هو مفهوم المسلمين لشبهة صلب المسيح وقتله، هي أنهم لم يقتلوه، ولكن هذا ما ظنوه في عقولهم أنه فعلوه . المرجع السابق. ص112.
but it was something they thought in their minds they had done.
وهنا نرى أن أحمد ديدات يحاول الهروب من الجهر بعقيدته تجاه هذه القضية، بذكر آراء متناقضة.
وإني أرى أن أحمد ديدات ينادي بتعاليم القاديانية. وفي حوار معه، نشرته جريدة الشرق الأوسط السعودية جاء ما يلي: هل المسيح هو الله. أحمد ديدات. ترجمة محمد مختار. ص100،108، 109.
س: لماذا غادرت جنوب أفريقيا إلى باكستان في نهاية الأربعينات. وهل كان هذا مخططاً له من أجل الدعوة؟
ج: نعم لقد سافرت إلى باكستان عام 1949م من أجل المال، فقد وجدت أنه لكي أجمع مبلغاً من المال يفيض عن حاجتي لأنفقه من أجل الدعوة كان عليّ أن اسافر وفعلا مكثت في باكستان لمدة 3 سنوات.
تعليق:
هل سافر أحمد ديدات إلى باكستان لتوفير المال؟ أم إلى مركز القاديانية هناك؟ وهل الأموال تتوافر في باكستان؟ ألم يهاجر أبواه من الهند إلى جنوب أفريقيا من أجل المال؟ وإذا كان قد سافر إلى باكستان من أجل المال فكان بالأولى به أن يذهب إلى دول الخليج العربي، حيث الأموال الطائلة التي تنفق على نشر الإسلام في كل العالم.
س: لقد انتشرت في بعض المناطق من العالم شائعة تتهم ديدات بأنه قادياني ومن أصل يهودي. فما هو ردك عليهم؟
ج: أني مسلم وأبواى مسلمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
تعليق:
لماذا انتشرت شائعة أن ديدات قادياني؟ ومن هو مصدر هذه الشائعات؟ ولماذا هذا الإتهام بالذات؟
إن أحمد ديدات في رده على هذا الإتهام، بأنه قادياني، لم ينكر ذلك، بل قال: إنه مسلم وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. والقاديانية لا تنكر نبوة محمد ولكنها تأتي بالغلام أحمد نبياً بعده وهذا ما لا يقره الإسلام، ولماذا لا يكون رده هذا (تقيه)؟ (القول الظاهر يخالف الإيمان الباطن تحت ضغط الظروف). وسواء أكان أحمد ديدات قادياني أو لم يكن فهو ناشر لفكر القاديانية فيما يتعلق بعدم موت المسيح على الصليب.