موت المسيح
(3) شهادة الأناجيل
إن الذين يؤمنون بما أوحى به الله في البشائر
الأربعة عن ابنه لا يشكون في صحة الحقلئق الواردة فيها، لأن الروح القدس يشهد
بحقيقة وقوعها، وهم يعرفون مع بطرس الرسول أن كل الحوادث عن الآم المسيح وموته
وقيامته ليست "خرافات مصنعة" بل حقائق واقعة.
وحادثة صلب المسيح وموته التي تذكرها البشائر
الأربعة لا تترك مجالاً للشك في حقيقتها. لقد طلب اليهود شهود زور ليقتلوا المسيح
(مت26: 59، مر14: 56-57)، وتشاوراعلى قتله (مت27: 1)، ثم حكموا أنه مستوجب الموت
(مت26: 26، مر14: 64)، وأسلموه للموت (مت27: 6)، رغم أن بيلاطس صرح بأنه لم يجد
فيه علة واحدة للموت (لو23: 22)، والمسيح أطاع حتى الموت، موت الصليب (في2: 8)،
وقد تعجب بيلاطس أنه هكذا مات سريعاً (مر15: 44)، ولذلك لم يكسر الجنود ساقيه
(يو19: 33)، ودُفن المسيح في القبر (مت27: 60، مر15: 46، لو23: 53)، وبعد ثلاثة
أيام قام من الأموات (مت28: 6-7، مر16: 6، لو24:5-10). ولما قام من الأموات تذكر
تلاميذه أنه سبق وأخبرهم بذلك (يو20: 9).
وهكذا نرى أن أحداث الصلب وموت المسيح
وقيامته تحتل جزءاً كبيراً من الأناجيل الأربعة، ففي إنجيل متى نجد أصحاحي 26،
27عن الصليب، مؤكداً موت المسيح "فصرخ بصوت عظيم وأسلم الروح" مت 27:
50. وإنجيل مرقس يسجل هذا الحادث في أصحاحي 14،15 مؤكداً موت المسيح على الصليب في
(مر15: 43-44)، وتعجب بيلاطس لموت المسيح السريع وتأكيد هذا الموت بسؤال قائد
المائة المسئول عن هذا.
وسجل لوقا أحداث الصليب في أصحاحي 22،23
مؤكداً موت المسيح "ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي،
ولما قال هذا أسلم الروح" لو23: 46.
أما إنجيل يوحنا فنصفه تقريباً يتحدث عن
أسبوع الآلام وأصحاحا 18، 19 يتحدثان عن صلب وموت المسيح، مؤكداً موت المسيح في
(يو19: 30)، ويضيف برهاناً آخر بأنه عندما آتى الجنود ليكسروا ساقي المسيح ليعجلوا
بموته لم يكسروهما لأنهم قد وجدوه قد مات (يو19: 33)، ثم يقول: "والذي عاين
شهد وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق" يو19: 35، فيوحنا يؤكد أنه شاهد
عيان. ولوقا يقول أنه تسلم هذا من الذين كانوا معاينين منذ البدء وأنه قد تتبع كل
شئ بتدقيق (لو1: 1-3).