موت المسيح
(4) شهادة تلاميذ ورسل المسيح:
في أكثر من عشرين سفراً من أسفار الكتاب
المقدس (العهد الجديد)، شهد تلاميذ المسيح ورسله لحقيقة موت المسيح على الصليب
ونكتفي هنا بشهادتين:
أ - شهادة الرسول بطرس:
لما أخبر المسيح تلاميذه بأنه سوف يموت على
الصليب (مت16: 21)، أحس بطرس بشناعة هذا الأمر، لذا قال للمسيح: "حاشاك يارب
لا يكون لك هذا" مت 16: 22، بل أن بطرس المقدام الجرئ أنكر معرفته بالمسيح،
ولكن بعد أن تم هذا وتأكد من موت المسيح وقيامته، امتلأ قوة كشاهد عيان وصرح بهذا
الحق في مواجهة الجميع بلا خوف (أع2: 22-24، أع4: 10، أع5: 30، أع10: 36-41). وقد
أوضح في رسالته، أن موت المسيح هو موضوع المشورة الأزلية أي أنه معروف قبل تأسيس
العالم (1بط1: 19-20)، وأنه بموت المسيح على الصليب تمت الذبيحة الكفارية لإجلنا
(1بط3: 18). وأصبح لنا رجاء حي بقيامة المسيح من الأموات (1بط1: 3).
ب - شهادة الرسول بولس:
لقد كتب الرسول بولس كثيراً جداً في رسائله
عن موت المسيح، وأعلن أن المسيح قد مات لأجلنا نحن الخطاة (رو5: 6-8، رو6: 9-10،
1تس5: 10)، "وبموته صالحنا مع الآب وأعطانا أن نكون قديسين وبلا لوم
أمامه" (كو1: 21،22)، وأن المسيح مات لكي نعيش نحن له" (2كو5: 15)،
"وأن قيامته من الأموات عربون لقيامتنا نحن" (1تس4: 14)، وإن رسالتنا في
هذه الحياة هي التبشير بموت المسيح وقيامته، وفي موت المسيح على الصليب ظهرت طاعته
الكاملة (في2: 8)، ليس هذ فقط بل أظهر بقوة أنه ابن الله بقيامته من الأموات (رو1:
4)، وأن هذه هي تعاليم الكنيسة منذ البدء حسب الكتب المقدسة (1كو5: 3-4)، ومن خلال
سفر أعمال الرسل، نرى شهادة الرسول بولس الواضحة أمام الجميع عن موت المسيح وقيامته
فقد شهد بذلك أمام مجمع بيسيدية (أع13: 28-34)، وفي أريوس باغوس للأثينيين (أع 17:
31)، وأيضاً في قيصيرية أمام الملك أغريباس (أع26: 23)، يقول الرسول بولس:
"فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة
الله" (1كو1: 18)، "لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع وإياه
مصلوباً" (1كو2: 2)، "إن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل
أيضاً إيمانكم ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام
المسيح" (1كو15: 14-15).