موت المسيح
(7) شهادة التاريخ:
إننا كمسيحيين نؤمن بوحي الكتاب المقدس،
ولذلك فشهادته عن موت المسيح على الصليب كافية لإيماننا القلبي واقتناعنا العقلي،
ويشهد لهذه الحقيقة الروح القدس ويؤيدها اختبارنا المسيحي، فكما قام المسيح من
الموت أقامنا معه.
فحقيقة موت المسيح واضحة معلنة لكل من يريد
ان يؤمن، ولكن إزاء الهجوم على هذه الحقيقة، نجد لزاماً علينا أن نبرهن على
إيماننا، ليس فقط من كتابنا المقدس، بل أيضاً من كتب التاريخ، ليس لأن كتب التاريخ
هى مصدر إيماننا، بل كبرهان إضافي، لأن موت المسيح وقيامته فضلاً عن أنهما حقيقتان
كتابيتان معلنتان، فهما حدثان تاريخيان قد حدثا وأثبتتهما كتب التاريخ.
أ - شهادة المؤرخين الرومانيين
واليونانيين:
لقد شهد لموت المسيح المؤرخ الروماني
"تاستيوس" في كتاب "الحوادث فصل15: 44" عند حديثه عن حريق
روما: "وأما أؤلئك الناس -الذين كان يعدمهم نيرون- كانوا يدعون مسيحيين نسبة
إلى شخص اسمه المسيح، كان بيلاطس البنطي قد حكم عليه بالقتل في عهد طيباريوس
قيصر" (29)، وأيضاً شهد لحقيقة موت المسيح المؤرخ اليوناني
"لوسيان" في كتابه "موت بيريجرنيون" قال: "إن المسيحيين
لا زالوا يعبدون ذلك الرجل العظيم الذي ُصلب في فلسطين لأنه أدخل إلى العالم ديانة
جديدة" (30).
ب - شهادة اليهود:
1 - شهادة التلمود: جاء في التلمود المطبوع
في أمستردام سنة 1640م ص30 في فصل السنهدرين "أن يسوع قد ُصلب قبل الفصح بيوم
واحد، ونودى أمامه مدة أربعين يوماً أنه سُيقتل لأنه ساحر وقصد أن يخدع إسرائيل
ويضله، وبما أنه لم يتقدم أحد للدفاع عنه، صلب المسيح في مساء عيد الفصح"
(31)
2 - شهادة يوسيفوس: وهو مؤرخ يهودي عاش في
القرن الاول الميلادي كتب: "وكان هذا الوقت -زمن هيرودس انتيباس- إنسان حكيم
اسمه يسوع، وكان يصنع المعجزات الباهرة العديدة، ويعلم الناس الراغبين في الحقيقة،
وقد اجتذب إليه عدداً من اليهود ومن الأمم أيضاً، هذا كان المسيح وقد وشى به زعماء
طائفتنا إلى بيلاطس، فأماته على الصليب، لكن الذين أتبعوه أولاً لم يكفوا عن حبه،
وقد ظهر لهم حياً في اليوم الثالث لموته، كما سبق الأنبياء الإلهيون فنادوا بذلك،
وبأمور عديدة في شأنه، ونسبة إليه سميت طائفة المسيحيين التي لا تزال إلى هذا
اليوم"(32)
جـ - شهادة الآباء المسيحيين:
لقد شهد لحقيقة موت المسيح على الصليب آباء
الكنيسة الذين عاشوا في القرون الأولى مثل أغناطيوس أسقف أنطاكية وتلميذ الرسول
يوحنا، وبوليكارب أسقف أزمير في القرن الثاني الميلادي، وترتليان أسقفقرطاجنة في
القرن الثاني، ويوستينوس وغيرهم.