مسألة تحريف الكتاب المقدس
محمد في
القران (خاتم النبيين)
في القران ثلاثة
أنواع الألقاب لمحمد :
ان القران يخاطب
محمد باسم (النبي) نحوا من ثلاثين مرة ؛ وباسم (الرسول) نحو ماية مرة .
قالوا : الرسول هو
النبي الذي يأتي بشرع جديد ؛ اما النبي ، فهو الذي جاء على شرع من قبله من رسول .
لكن مرادفة القران
بين اللقبين لمحمد دليل وحدة المعنى ؛ وبرهانه ان القران يشرع للعرب دين موسى وعيسى
معا بلا فرق (الشورى 13) ؛ وإسلام القران هو إسلام الكتاب : ( هو سماكم المسلمين من
قبل وفي هذا ) القران ( الحج 89).
والنوع الثاني من
الألقاب ، قد يفسر معنى ( النبي) و (الرسول) في اصطلاح القران . من ذلك : النذير
والبشير والشاهد والداعي.
ويختم المعاني كلها
لقب خاتم ( النبيين) .
تلك سبعة ألقاب
توضحها أوصاف نبؤته ورسالته .
مبعث محمد
القران وحده هو
الحكم الفاصل على نفسه . ولا يقبل سواه في مسألة مبعث النبوة . فماذا يقول القران
عن نبيه؟
1) لا يذكر القران
لمحمد اتصالا بملاك الوحي سوى مرة واحدة ، على نزلتين ، في رؤيا غار حراء ، كما يصف
ذلك في هذه الرباعيات : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا
أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا
جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ
الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ
رَبِّهِ الْكُبْرَى . النجم 1-18.
انها رؤيا واقعية ،
لا مراء فيها . لكنها رؤيا (بالفؤاد) أي روحية ، لا رؤية حسية : في النزلة الأولى (
أوحى الى عبده ما أوحى ) ؛ وفي الثانية : (رأى من آيات ربه الكبرى) . فالنص لا يكشف عن موضوع الوحي والتنزيل
.
2) لكنه في سورة (
الشورى ) يكشف لنا عن موضوع الرؤيا وهدفها : لله ثلاث طرق في وحيه ، اختار لمحمد
إحداها ، بل أدناها: ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا
وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ
مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا
كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا
نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ
صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) . الشورى 51
–5.
الله يكلم الناس
إما بالوحي المباشر ، كما جرى لعيسى بحسب القران ، او من وراء حجاب ، وهي طريقة
موسى الكليم ، او يرسل رسولا فيوحي بالواساطة .
وكان نصيب محمد في
رؤيا غار حراء ان أرسل الله اليه (روحا من أمرنا) ، أي روحا من عالم الأمر فهو
مخلوق ، لا (روح منه) تعالى .
فماذا أوحى إلى عبده ؟ بنص القران القاطع ، أوحى
إليه الايمان بالكتاب لان الكتاب ، والايمان به ، هو النور الذي يهدي به من يشاء من عباده .
والايمان بالكتاب
هو الصراط المستقيم ، صراط الله .
قرأنا (لتُهدي)، وهي اصح من (لتَهدي) لانسجامها مع السياق الذي يذكر هداية محمد الى
الايمان بالكتاب .
وهذا ما يصرح به في
السورة عينها : ( وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ
لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ
أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ . الشورى 15.
فمبعث الوحي هو الايمان بالكتاب ، والدعوة له بين العرب .
( فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ : إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ؛ فِيهَا يُفْرَقُ
كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ، إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ). الدخان 1-5 .
ففي تلك الليلة المباركة ، التي فيها يفرق كل أمر كيم ، جاءه الأمر من عند الله بالرسالة ،
للايمان بالكتاب ، فالقران الذي آتيه هو أمر الايمان بالكتاب والدعوة به واليه بين
العرب.
وليلة القدر ، تلك الليلة المباركة ، كانت في ( شَهْرُ
رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ
الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) . البقرة 185.
ففي ليلة من شهر رمضان ابلغه ملاك الله (الأمر) بالايمان
والدعوة بالكتاب .
4) هذا ما يسميه
(القران) . وما القران العربي الا خبر متواتر لهذا (القران) .
6) ان القران
تنزيل رب العالمين ، لانه في زبر الأولين : ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ
الْأَوَّلِينَ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي
إِسْرَائِيلَ ) من النصارى الذين يستشهد بهم . الشعؤاء 193-197 .
ان القران (تفصيل الكتاب) يونس 37 أي تعريبه بحسب اصطلاحه.
لذلك ان هذا ( القران ) لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى .الأعلى 18-19.
وجاءت بينته في
القران العربي : ( وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ
بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) في القران . طه 133.
7) وهكذا يتضح لنا
مبعث النبوة . كان أمر من الله ، بواسطة ملاك في رؤيا غار حراء ، لأجل (تفصيل
الكتاب) بلسان عربي مبين ، به (بعلمهم الكتاب والحكمة ) أي التوراة والإنجيل ( بقرة
129؛ ال عمران 164 ؛ الجمعة 2 ).
فالقران العربي تنزيل ، لأنه (تفصيل وتصديق) التنزيل الكتابي؛ على مثال
(المثل) الذي عندهم .
هذا معنى قوله المتواتر : ( وأوحي ألي هذا القران لأنذركم به ) الأنعام 19.
ونبوة محمد قائمة على (تفصيل الكتاب) لكي (يعلمهم الكتاب والحكمة ) أي
التوراة والإنجيل . وتلك رسالته.