مسألة تحريف الكتاب المقدس
5.
تحنف محمد مع القس ورقة.
ان
التحنث أو التحنف، أو التعبد في الصوم والخلوة، عادة "نصرانية" رهبانية: فالحركة تدور من عبد المطلب
الى حفيده محمد حول ورقة بن نوفل، قس مكة "النصرني"؛ ونعتها "بالتحنف" يأتي من صفة "النصارى الحنفاء" كما ينعتهم اهل السنة المسيحية؛ وقيامها في شهر رمضان، قبل القرآن، يدل
على ان الشهر شهر الصيام عند "النصارى"، فرمضان شهر صيام "نصراني" قبل ان يكون
قرآنيا فانه "كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" (البقرة 183)
جاء في
السيرة الهاشمية (1: 176) على
لسان عبدالله بن الزبير: "كان رسول الله ص يجاور في حراء، من كل سنة، شهرا. وكان ذلك مما تحنث
به قريش في الجاهلية – والتحنث: التبرر "كلمة نصرانية" – تقول العرب: "التحنث والتحنف". وعلى لسان عبيد بن عمير: " فكان رسول الله ص يجاور ذلك
الشهر من كل سنة، يطعم من جاءه من المساكين. فاذا قضى ص جواره من ذلك الشهر، كان اول ما يبدأ به، اذا انصرف من جواره،
الكعبه، قبل ان
يدحل بيته، فيطوف بها سبعا، او ما شاء الله من ذلك. ثم يرجع الى بيته. حتى كان الشهر الذي أراد الله تعالى
فيه ما اراد من كرامته".
وتضيف
السيرة الحلبية (1: 259): "وكان ذلك مما تتحنث فيه قريش
في الجاهلية – أي المتألهون منهم – وكان أول من تحنث فيه من قريش جده ص
عبد المطلب. فقد قال ابن الاثير: ( أول من تحنث بحراء عبدالمطلب؛ كان اذا دخل شهر رمضان صعد
حراء وأطعم المساكين؛ ثم تبعه على ذلك من كان يتأله – اي يتعبد – كورقة بن نوفل وأبي أمية بن المغيرة). ولم يصح انه اختلى اكثر من شهر".
فواقع الحال في "التحنف"، من خلوة وصوم واطعام مساكين، وذلك فس شهر الصيام "النصراني" شهر رمضان، يدل على ان محمدا كان "نصرانيا" في
صيامه وتحنفه. يؤيد ذلك القيام به اسوة بقس مكة "النصراني" ورقة بن نوفل. هذا دليل أول.
وكيفية تعبده
تدل على ان محمد كان "نصرانيا" في تحنفه. يقول السراج البلقيني، في
(شرح البخاري) كما نقلت السيرة المكية والحلبية: "لم يجىء في الاحاديث التي وقفنا عليها كيفية تعبده ص.
وقال بعضهم باطعام المساكين والانقطاع عن الناس. وقيل: التفكر مع الانقطاع. وقيل: كان تعبده بالذكر. وقيل: كان يتعبد
قبل النبؤة بشرع ابراهيم؛ وقيل: بشرع موسى".
وعليه يجاب:
ان التعبد في الصوم والخلوة، وفي شهر رمضان، ليس من شرع
ابراهيم، ولا من شرع موسى؛ انما هو عادة "نصرانية"، وبممارسة الخلوة على انفراد عادة رهبانية. نجهل جميعنا شرع ابراهيم، ولم يكن محمد قبل مبعثه نبيا ليعرف
شرع ابراهيم. والقول بتعبده على شرع موسى، يجعل محمدا
قبل بعثته على اليهودية، وهذا ما ينقضه القرآن كله. لقد تحنف على طريقة "النصرانية". هذا دليل ثان.
واعتماد شهر
رمضان، قبل القرآن، للتحنف والصيام، دليل ثالث على "نصرانية"
محمد. فعادة الصيام والخلوة في شهر رمضان، لا عهد
للعرب بها، ولا
اليهود. انها عادة "نصرانية" أدخلها النصارى معهم الى مكة، عند هجرتهم اليها؛ وكان يتعبد بها من
"تنصر" معهم. يقول اليعقوبي في تاريخه (1: 298) " وأما من تنصر من أحياء العرب قوم من قريش" وهذا دليل
على غزو النصرانية قبيلة محمد الحاكمة في مكة وكعبتها وفي
تجارتها وديانتها. فتحنف عبد المطلب جد محمد، وتحنف محمد نفسه، على طريقة قس مكة "النصراني" شهادة ثابته قائمة على "نصرانية" محمد وجده
من قبله. "فالنبي"
العربي، بهذا التحنف "نصراني"، ابن "نصراني"، ابن "نصراني".
ولقد اختلف علماء المسلمين في كيفية تعبد محمد قبل مبعثه، بين اطعام المساكين،
والانقطاع عن
الناس، والتفكير، والذكر الحكيم
– لاحظوا كلمة الذكر قبل القرآن!!! وفاتهم الاساس: الصيام! لقد كان تعبده بهذه جميعا. وهذه عادة رهبان النصارى في
صيامهم. فكان محمد يصوم، مع قس مكة، صيام الرهبان. وهذا دليل رابع على "نصرانيته".
وطواف محمد بالكعبة سبعا، بعد جواره شهر رمضان، كطواف النصارى في
الاعياد في كنائسهم أو حولها الى اليوم، كما يشهده الجميع في أحد
الشعانين بختام
الشهر دليل خامس مزدوج: بما ان محمدا يطوف بالكعبة مثل قس مكة، فهذا برهان
على ان الكعبة لم تكن بيت أوثان كما يتوهمون
ويوهمون، بل كعبة توحيد، ورسم صور المسيح
ومريم العذراء والملائكه
والانبياء على جدرانها من الداخل خير شاهد على انها كعبة توحيد انجيلي. وطواف محمد بها، اسوة بقس مكة، بعد جواره وصيامه وتعبده، شاهد كذلك على "نصرانية" محمد.