7 المسيح في الكتاب المقدّس
1 لاهوت المسيح. لا بدّ للباحث في المسيحيّة، أن يقف أمام عدد من القضايا الخطيرة. ولعلّ أخطرها لاهوت المسيح. وأعني بكلمة لاهوت المسيح، اعتقاد المسيحيّين بأنّ يسوع، الذي وُلِد من مريم العذراء في فلسطين، وعاش على أرضنا ردحاً من الزمن، هو ابن الله والله الابن.
قد يبدو هذا الاعتقاد صعباً لكثيرين، إلاّ أنّ الصعوبة لا تضير المسيحيّة في كونها ديناً واحداً صحيحاً، لأنّ اعتقاد المسيحيّين لا يستلزم وجود سابق ولاحق، وأكبر وأصغر، أو ما شابه ذلك. بل أنّ الله واحد، وإنّما أُعلن لنا بهذه الأسماء، لكي يُظهر ترتيب عمل الفداء.
وقبل الانطلاق في التأمّل في لاهوت المسيح، ينبغي أن نتوقّف قليلاً أمام الإعلانات المعروفة في الكتاب المقدّس عن أُبوّة الله للمسيح :
أ إعلانات الآب : قال ملاك الله لمريم العذراء : هَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَابْنَ العَلِيِّ يُدْعَى الإنجيل بحسب لوقا 1 : 31 و32.
وحين وُلد يسوع تمّت النبوّة القائلة في إشعياء وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً : هَا العَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابناً وَتَدْعُو ا سْمَهُ عِمَّانُوئِيل إشعياء 7 : 14 والإنجيل بحسب متّى 1 :23.
فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ المَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً : هذَا هُوَ ابنِي الحَبِيبُ الذِي بِهِ سُرِرْتُ الإنجيل بحسب متّى 3 : 16-17.
فيما كان يسوع مع ثلاثة من تلاميذه على جبل حرمون، تكلّم مع موسى وإيليّا وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً : ه ذَا هُوَ ابنِي الحَبِيبُ الذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ ا سْمَعُوا الإنجيل بحسب متّى 17 :5.
ب إعلانات المسيح، قال المسيح في أحد أمثاله : أَنَا الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الكَرَّامُ الإنجيل بحسب يوحنّا 15 :1.
وقال أيضاً : خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلَا يَخْطَفُهَا أَحَدٌ,,, مِنْ يَدِ أَبِي الإنجيل بحسب يوحنّا 10 : 27-29.
وقال في خطابه الوداعيّ : إِنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي. وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بالابْنِ الإنجيل بحسب يوحنّا 14 :12 و13.
وحين افتخر اليهود أمام المسيح بكون موسى أعطاهم المنّ في البرّيّة، قال لهم : ا لْحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الخُبْزَ الحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ الإنجيل بحسب يوحنّا 6 :32.
وقال لآخرين : الْحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : لَا يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلَّا مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لِأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَه ذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. لِأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لِأَنَّ الآبَ لَا يَدِينُ أَحَداً، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلِابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لَا يُكْرِمُ الابْنَ لَا يُكْرِمُ الآبَ الذِي أَرْسَلَهُ الإنجيل بحسب يوحنّا 5 :19-23.
اَلْحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابنِ اللّهِ، والسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ الإنجيل بحسب يوحنّا 5 :25.
ا لْحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. والعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي البَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً الإنجيل بحسب يوحنّا 8 :34-36.
وقال في حوار مع آخرين : أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ. فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لِأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللّهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ باللّهِ الإنجيل بحسب يوحنّا 5 :17-18.
وقال لسامعيه ذات يوم : كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلَّا الآبُ، وَلَا أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلَّا الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ الإنجيل بحسب متّى 11 :27-28.
حين نتأمّل هذا الإعلان بعمق، يظهر لنا أنّه لا إنسان عاديّ، ولا نبيّ رسول، ولا ملاك من السماء، ولا رئيس ملائكة، يستطيع أن يدرك سرّ شخص يسوع المسيح العجيب كما قال إشعياء النبيّ. وهذا يعني صراحة أنّ طبيعة المسيح غير محدودة، بحيث لا يقدر أحد أن يدركه إلاّ الآب. ويقيناً لو أنّ المسيح مجرّد إنسان عادي، لما صحّ أن يقول هذا القول. وممّا لا ريب فيه، أنّ هذا الإعلان المجيد جدّاً يعلّمنا أنّ من وظيفة المسيح باعتبار وحدته أزليّة مع الآب، أن يعلن لنا هذا الآب الذي وُصِف باللامنظور.
قد يبدو هذا الإعلان الذي صرّح به المسيح كلغز صعب الفهم. ولكنّ الروح القدس ألهم البشير يوحنّا، ليوضحه لنا في سلسلة من الآيات، أبرزها : اَللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. الابْنُ الوَحِيدُ الذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ الإنجيل بحسب يوحنّا 1 :18. هذه الآية تؤكّد لنا أنّ أحداً من الناس والملائكة، لم يرَ الله أو يعرفه المعرفة التي تجعله يُلمّ بصفاته الإلهيّة. وإنّما يستطيع أن يبلّغ الناس ما أُعلِن له بالوحي أو بالرؤيا. فموسى وغيره من الأنبياء لم يروا الله. ولكنّهم تلقّوا الإعلانات بالوحي، وكان مصدرهم الأقنوم الثاني لله، الذي هو يسوع المسيح ابن الله, فهو وحده يعرف أفكار الله المثلّث الأقانيم ومقاصده من تلقاء نفسه لأنّه هو الله الذي ظهر في الجسد 1تيموثاوس 3 :16.
حين قال يسوع لتلاميذه : أنا والآب واحد. مَن رآني فقد رأى الآب. أنا في الآب والآب فيّ كان يؤكّد لهم الوحدة بينه وبين أبيه. أي أنّه والآب واحد في الجوهر والمجد والمقام والقدرة والمشيئة والقصد.
3 شهادة الرسل
شهادة بطرس : حين سأل يسوعُ تلاميذه مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ : أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ابنُ اللّهِ الحَي الإنجيل بحسب متّى 16 :15 و16.
شهادة يوحنّا : وَنَعْلَمُ أَنَّ ابنَ اللّهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الحَقِّ فِي ابنِهِ يَسُوعَ المَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الحَقُّ والحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ 1 يوحنا 5 :20.
شهادة بولس : وَل كِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللّهُ ابنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ غلاطية 4 :4 و5.
4 شهادة الأنبياء
سليمان الحكيم : مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ المِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا ا سْمُهُ وَمَا ا سْمُ ابنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ أمثال 30 :4-5.
دانيال : كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى القَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ والأُمَمِ والأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لَا يَنْقَرِضُ دانيال 7 :13 و14.
يوحنّا المعمدان : أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ : لَسْتُ أَنَا المَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ.,, اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيعِ، وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا.,, اَلْآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بالا بْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، والَّذِي لَا يُؤْمِنُ بالا بْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللّهِ الإنجيل بحسب يوحنّا 3 : 28-36.
بعد الاستشهاد بهذه الآيات، يجدر بنا أن نذكر أنّ المسيح دُعي ابن الله باعتبار كونه الأقنوم الثاني لله. ولهذا يجب أن يكون معلوماً، أنّ لفظة آب وابن بالنسبة للعقيدة المسيحيّة بعيدة كلّ البعد عن المعنى المُتداول في الأُبوّة والبُنوّة البشريّتَين.
وقد سُمّي الابن في الكتاب المقدّس بالكلمة، وبصورة الله غير المنظور، وبهاء مجد الله ورسم جوهره، وعمّانوئيل الذي تفسيره الله معنا. وكلّ هذه الألقاب توضح لفظة ابن. كما أنّ الكلمة توضح الفكر، وتعلن ما هو عند العقل، هذا الكلمة المتجسّد أعلن الله وأوضح فكر الله للبشر. وكما أنّ الرسم يمثّل الهيئة، هكذا يسوع يمثّل الله. وكما أنّ ضوء الشمس يبيّن بهاءها وهو من جوهرها، هكذا يسوع بهاء مجد الله يبيّن أمجاد اللاهوت الروحيّة. ولكنّه من فرط محبّته استتر برداء الجسد مدّة وجوده في دنيانا، حتّى نستطيع أن نراه ونسمعه.
ممّا تقدّم، نعلم أنّ الابن هو العامل في إعلان اللاهوت، كما أنّه الواسطة لإعلان الله لوجدان الإنسان بطريقة حسّيّة. وكذلك الروح القدس، الأقنوم الثالث، هو الواسطة لإعلان الله لضمير الإنسان، حتّى أنّنا لا ندرك كنه الإعلان بدون فعل الروح القدس، الذي يرشدنا لإدراك أسرار الإعلانات الإلهيّة. وبوحي من هذه الحقيقة، قال الرسول بولس : وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ : يَسُوعُ رَبٌّ إِلَّا بالرُّوحِ القُدُسِ 1 كورنثوس 12 :3.
قد تثير كلمة ابن اضطراباً ذهنيّاً عند البعض، إذ يتصوّرون على الفور بمقارنتها بكلمة آب، أنّ الآب أسبق زمنيّاً من الابن، وأنّ هناك فارقاً زمنيّاً ومركزيّاً بينهما. ولكنّنا نحبّ التأكيد ههنا أنّ كلمة ابن الله لا يمكن أن تشير في قليل أو كثير إلى معنى عدم المساواة أو التلاحق الزمنيّ. وذلك لأنّ كلمة الآب نفسها عندما تُطلَق على الله لا يمكن أن تقوم بالدليل المقابل إلاّ إذا وُجِد الابن.
يعلّمنا الكتاب المقدّس أنّ الله منذ الأزل يُلقَّب بالآب. وهذا اللقب آب يحتّم بالضرورة وجود الابن منذ الأزل. ولعلّ منشأ الخلط والتخبّط في موضوع المساواة، الذي يقع فيه معظم الناس يعود إلى أسبقيّة الآباء على الأبناء، وعلى أساس الفارق الزمنيّ بين الاثنين. ولكنّ التعبير الأدقّ والأصحّ، أنّ أحداً لا يستطيع أن يكون أباً إلاّ من اللحظة التي يوجد فيها الابن. فالفارق الزمنيّ في هذا الموضوع خياليّ موهوم بالنسبة إلى الله وابنه يسوع المسيح. فإذا أُضيف إلى هذا أنّ الله لا يلد ولا يولد، كما يفهم الناس معنى الولادة في الأرض، كان علينا أن ندفع عن الله عزّ وجلّ هذا المعنى، لنتصوّر معاني أخرى أقرب إلى الفهم.
فنحن نقول هذا ابن الحقّ وذاك ابن النور إشارة إلى التماثل التامّ بينه وبين الحقّ، أو بينه وبين النور. وبهذا المعنى دُعي المسيح ابن الله، للتماثل الأزليّ التامّ القائم بين الآب والابن في ذات الله الواحد. وقد دُعي المسيح كذلك لأنّه هو الإعلان الوحيد الكامل الأزليّ عن ذات الله للناس. أو كما نقرأ في الرسالة إلى العبرانيّين 1 :1-2 : اَللّهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابنِهِ. ويُقرأ في الإنجيل بحسب يوحنّا 1 :14 أنّ يسوع أعلن مجد الآب، إذ يقول : وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.