الفصل الثاني
المسيح ابن الله
من هو المسيح؟ أي نوع من الأشخاص هو؟
يقول ألبرت ولز: عندما نقرأ الأناجيل نُذهَل إذ نراه يجذب الانتباه لنفسه، واضعاً نفسه مركزاً لكل حالة . ويقول توماس شونر: ولم يحدث بالمرة أن أي نبي أو قائد ديني قال عن نفسه إنه اللّه، لا موسى ولا بولس ولا بوذا ولا كونفوشيوس ولا غيرهم. لكن المسيح قال هذا عن نفسه، وأقنع عدداً كبيراً من الناس في العالم كله أنه هو اللّه! .
فكيف يُقنع إنسانٌ الناس بأنه اللّه؟ يقول ف. ملدو (مؤلف كتاب برهان من الأناجيل على لاهوت المسيح 101).
كانت تعاليمه نهائية، فوق تعاليم موسى والأنبياء. لم يُعِد النظر فيما سبق وقاله، ولم يتراجع أو يغيّر ما علَّم به. لم يخمّن أو يظن أو يفترض، لكنه تكلّم دوماً بالثقة المطلقة. وهذا بخلاف كل المعلمين البشر والتعاليم البشرية .
ويقول فوستر: غير أن السبب الذي أدى إلى موته قبل أي سبب آخر هو أن هذا المعلم الجليلي، ابن نجار الناصرة، الذي كان يعمل في ورشة نجارة يوسف، قال إنه اللّه الذي ظهر في الجسد .
وقد يقول قائل إن الأناجيل تسجل هذا عنه، لأن أتباعه أرادوا أن يحيطوه بهالة عظيمة .. ولكن هناك براهين أخرى خلاف ما رواه أتباعه عنه تشهد أنه اللّه.
ويقول وليم روبنسن: إذا نظرنا إلى الأمر نظرة تاريخية موضوعية فإننا نجد أن كتب التاريخ الدنيوية، غير الدينية، تشهد أن يسوع عاش على الأرض، وتقبَّل العبادة كإِله، وأسّس كنيسة تتعبّد له منذ 1900 سنة، وأنه غيّر مجرى التاريخ! .