سابعاً - لو أن اللّه صار إنساناً

لأشبع جوع الناس الروحي

طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ (متى 5: 6).

إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ (يوحنا7: 37).

مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الْأَبَدِ (يوحنا 4: 14).

سَلَاماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلَامِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لَا تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلَا تَرْهَبْ (يوحنا 14: 27).

أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلَا يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلَا يَعْطَشُ أَبَداً (يوحنا 6: 35).

تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الْأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ (متى 11: 28).

أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ (يوحنا 10: 10).

يقول علماء النفس إن الإنسان يحتاج إلى الاتصال بشيء أكثر من نفسه، والديانات الكبرى شاهدة على احتياج الإنسان، وأهرامات مصر والمكسيك ومعابد الهند نماذج لحاجة الإنسان الروحية. وقد كتب مارك توين عن فراغ الإنسان، قال: من المهد إلى اللحد لا يعمل الإنسان شيئاً إلا بهدف واحد، وهو أن يحصل على سلام العقل وعلى الراحة الروحية . وقال المؤرخ فيشر: هناك صرخة في النفس، لا يجد لها استجابة في العالم . وقال توما الأكويني إن عطش النفس للسعادة لا يهدأ، وهو عطش لا يرويه إلا اللّه وحده! . ويقول برنارد رام: الاختبار المسيحي وحده هو الذي يجعل الإنسان يستمتع بحرية روحه. أما ما هو من دون اللّه فإنه يترك روح الإنسان عطشَى جائعة متعَبة فاشلة وناقصة (26).

ويصف شاف المسيح بالقول: ارتفع فوق أحقاد الطائفية والتعصُّب، وفوق خرافات عصره وأمته، وخاطب قلب الإنسان المكشوف له، ولمس ما هو حي في الضمير (7).

قال أحدهم يصف اختباره الروحي في المسيح: استطاع الإنسان أن يغيّر عالمه بطريقة مذهلة، ولكنه لم يقدر أن يغيّر نفسه. ولما كانت هذه المشكلة في أساسها روحية، ولما كان الإنسان بطبعه ميَّالاً للشر (كما يشهد التاريخ) فإن الطريقة الوحيدة لتغيير الإنسان تجيء من اللّه. وعندما يسلّم الإنسان نفسه ليسوع المسيح، ويُخضِع نفسه لإرشاد الروح القدس، فإنه يتغيَّر. وعلى هذا التغيير المعجزي يتوقف رجاء عالمنا المرتعب من التفجيرات النووية والنشاطات الإشعاعية التي تهدد كل سكانه (31).

وكتب ماتسون، رئيس العلاقات العلمية لمعامل أبوت الطبية يقول: مهما كانت حياتي صعبة كعالِم ورجل أعمال ومواطن وزوج وأب، فإني أرجع إلى النقطة المركزية لألتقي بيسوع الذي يحفظني ويخلصني بقوته (31).

وقال طالب في جامعة بتسبرج: مهما كانت الأفراح والمسرات في اختباراتي الماضية - مجتمعة معاً - فإنها لا تساوي الفرح الخاص والسلام اللذين منحهما لي الرب يسوع المسيح، منذ أن دخل حياتي ليسُودها ويوجّهها .

ويقول الدكتور مكستر أستاذ علم الحيوان في كلية هويتون: إن العالم الذي يتبع النظريات العلمية يفعل ذلك لأنه يؤمن بالبراهين التي وجدها. لقد صرتُ مسيحياً لأني وجدتُ في نفسي حاجة لا يمكن أن يُشبعها غير المسيح. احتجت للغفران فأعطاه لي، واحتجت للصُّحبة فصار هو صديقي، واحتجت للشبع فمنحه لي (31).

ويقول بول جونسون: لقد صنع اللّه فراغاً خاصاً في دواخلنا، على صورته هو، ولن يملأ هذا الفراغ غير اللّه نفسه. ربما تحاول ملئه بالمال أو العائلة أو الغِنى أو القوة أو الشهرة، أو أي شيء آخر، ولكنه لن يمتلئ! لن يملأه غير اللّه! هو وحده الذي يملؤه ويشبعه .

ويقول وولتر هيرن من كلية أوهايو: كثيراً ما يستغرقني نوع من الفلسفة... إن معرفة المسيح هي الحياة ذاتها بالنسبة لي، ولكنها من نوع جديد الحياة الفضلى التي وعد بها .

قال رجل أعمال: طلبت من المسيح أن يأتي إلى حياتي ويسكن فيَّ. ولأول مرة في حياتي أختبر السلام الكامل. لقد انتهت حياة الفراغ التي كنت أحياها إلى غير رجعة، ولم أعُد أشعر مطلقاً بأنني وحيد .

لقد وجد كثيرون السعادة التي نشدوها في يسوع المسيح.

الصفحة الرئيسية