الفصل الخامس

نبّوَات عن المسيح

في التوراة تتحقق في المسيح

ارتكن الرسل في العهد الجديد على أمرين يبرهنان أن يسوع هو المسيا، أي المسيح المخلِّص المنتظَر، أولهما قيامته وثانيهما تحقيق نبوات العهد القديم فيه. وقد حوى العهد القديم، الذي كُتب على مدى خمسة عشر قرناً، مئات عديدة من النبوات عن المسيا المخلص الآتي. وقد تحققت هذه النبوات كلها في يسوع، وهذا دليل على صدق رسالته.

أولاً - هدف النبوات عن المسيا المخلّص الآتي:

1 - هدفها الأول أن توضّح أن اللّه هو الإله الحقيقي، صاحب المعرفة الشاملة، والذي لا بد أن تتحقق كلماته.

لَيْسَ اللّهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلَا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلَا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلَا يَفِي؟ (العدد 23: 19).

2 - أما الهدف الثاني فهو أن كل الأشياء خاضعة للإرادة الإلهية.

اُذْكُرُوا الْأَّوَلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ لِأَنِّي أَنَا اللّهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الْإِلَهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِا لْأَخِيرِ وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي (إشعياء 46: 9 و10).

3 - أما الهدف الثالث فهو التعريف بالمسيا حين يجيء، لأن فيه تتحقق النبوات:

بِا لْأَّوَلِيَّاتِ مُنْذُ زَمَانٍ أَخْبَرْتُ، وَمِنْ فَمِي خَرَجَتْ وَأَنْبَأْتُ بِهَا. بَغْتَةً صَنَعْتُهَا فَأَتَتْ,,, أَخْبَرْتُكَ مُنْذُ زَمَانٍ. قَبْلَمَا أَتَتْ أَنْبَأْتُكَ، لِئَلَّا تَقُولَ: صَنَمِي قَدْ صَنَعَهَا، وَمَنْحُوتِي وَمَسْبُوكِي أَمَرَ بِهَا (إشعياء 48: 3 ، 5).

الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ. الّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ، وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللّهِ بِقُّوَةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِا لْقِيَامَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا (رومية 1: 2 - 4).

الصفحة الرئيسية