المسيح في القرآن
عزيزي المسلم :
بصفتك مسلم يتوجب عليك أن تقرأ القرآن وتفهم ما جاء فيه واذا كنت قد درست القرآن فاني أود أن اسألك سؤالا مهما : من هو أعظم شخص في القرآن ...؟ والجواب ستجده في صفحات القرآن ..
ان كل من يقرأ القرآن يكتشف أن (المسيح) له مكانة مرموقة في القرآن وشخص (المسيح) في القرآن يختلف كثيرا عن أي شخص آخر ذكر في القرآن فقد صور القرآن شخص المسيح أنه منقطع النظير ولا يساويه أحد من البشر .
وأود أن أبين لك حقيقة ذلك استنادا إلي نصوص قرآنية :
أولا : الولادة العجيبة
كل انسان في هذا العالم ولد من أب وأم بشري وحتى الأنبياء ولدوا بطريقة طبيعية .. بينما القرآن يخبرنا بأن المسيح لم يولد بطريقة طبيعية كسائر البشر ولم يكن له أب أرضي فالمسيح ولد من مريم العذراء وبدون علاقة مع رجل لأن الله نفخ من روحه في العذراء البتول فالمسيح هو الانسان الوحيد الذي ولد من روح الله والقرآن يشهد على ذلك .
" ومريم ابنة عمران التي احصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" سورة التحريم 12.
ثانيا : ألقاب المسيح الالهية :
كلمة الله : دُعي المسيح (كلمة الله ) في القرآن .
" واذا قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " . سورة آل عمران 45
وقال القرآن ايضا : " انما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الي مريم وروح منه " سورة النساء 170 .
ان لقب كلمة الله خص به القرآن المسيح وحده ولم يخص به احدا سواه وينبغي أن تعلم ان المسيح لم يدعي (كلمة الله ) لأنه مخلوق بكلمة الله بل دعي بذات كلمة الله أي نطقه الذاتي الداخلي ..
وجميع الأنبياء تكلموا بكلام الله ولم يقل عن اي نبي انه كلمة الله ، وبجب ان تعلم أن الكلمة هي اعلان المتكلم لانها تترجم افكار المتكلم وتبين مقاصد المتكلم وتدل على سجايا المتكلم واستنادا إلي هذا فالمسيح هو اعلان الله للناس وبدون المسيح لا تعرف الله كقوله في الانجيل الشريف " الله لم يره احد قط.. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَر" يوحنا 1: 18
وعليه فاسم المسيح كما ورد في القرآن (كلمة الله ) يحتمل منه معني الهيا لان الكلمة اسم شخص هو المسيح وليس اسم امر وهذا الشخص صادر من الله تعالي أزلي غير مخلوق .
روح الله : دُعي المسيح روح الله في القرآن " انما المسيح عيسي ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الي مريم وروح منه" سورة النساء 170 .
وكلمة روح منه فسرها الامام الرازي بقوله " انه روح الله لانه واهب الحياة للعالم في أديانهم " وفسرها الامام البيضاوي بقوله " سمي روحا لأنه كان يحيي الأموات وقلوب البشر" .
ومن المهم ان تعرف الفرق بين قول القرآن عن آدم " ثم سواه ونفخ فيه من روحه" سورة السجدة 9 وبين قوله عن المسيح " كلمته القاها إلي مريم وروح منه " سورة النساء 170 .
فالقول نفخ فيه من روحه يعني أن النفخة لآدم صادرة من الروح والقول الثاني (روح منه) يعني أن المسيح هو ذات الروح معطي الحياة .
الوجيه في الدنيا والآخرة : لقد لقب المسيح بالوجيه في الدنيا والآخرة في سورة آل عمران 45.
وقال مفسروا الاسلام بالاجماع " الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة هي الشفاعة " البيضاوي صفحة 99.
رغم ان القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده حيث يقول " ولله الشفاعة جميعاً" سورة الزمر 44 لكن القرآن في سورة آل عمران 45 يبين ان الشفاعة من امتيازات المسيح .. وهذا يدل ان هذا اللقب الذي منح للمسيح هو لقبا إلهيا .
ثالثا: معجزات المسيح :
الخلق : " ياعيسي ابن مريم اذكر نعمتي عليك... اذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيرا بإذني" سورة المائدة 110
احياء الموتي وابراء الاكمه والأبرص : يقول القرآن بلسان المسيح : " وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتي بإذن الله " سورة آل عمران 49
الاكمه هو من ولد اعمي والبرص هو المرض الخطير الذي يصعب شفاؤه والمسيح هو الوحيد الذي منح البصر لانسان مولود أعمي من بطن انه وحتى الطب رغم تقدمه يعجز عن شفاء المولود اعمي وهذه المعجزة ادرجت بصورة مفصلة في الانجيل الشريف (يوحنا الاصحاح التاسع ).
العلم بالغيب : وهذه صفة لا تتوفر الا عند الله عز وجل ولكن القرآن نسبها للمسيح حيث قال القرآن بلسان المسيح : " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم " سورة آل عمران 49
وهذا يدل على ان المسيح يعرف اسرار الناس كذلك يورد القرآن أن المسيح كان يعلم المستقبل المجهول حيث يورد القرآن نبوة المسيح الكبري عن آخرته وانه سوف يموت ويبعث عقب موته حيا " والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا" سورة مريم 33 .
رابعا : عصمة المسيح عن الخطية
يشهد القرآن ان لكل الانبياء والرسل خطايا معينة ويذكر الاخطاء لبعضهم ماعدا المسيح فقد كان المسيح بريئا وطاهرا. نقرأ في القرآن ان المسيح لقب " بالغلام الزكي" وهذا ما جاء على لسان الملاك جبرائيل في حديثه مع مريم العذراء.
" انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا" سورة مريم 19
واجمع المفسرون العلماء مثل الطبري والرازي والزمخشري ان كلمة زكيا تعني صافيا ونقيا وبلا خطية.
لا توجد آية في القرآن تبين أن المسيح طلب الغفران من الله فقد عاش معصوما من الخطية وبريئا من كل الذنوب كذلك يتكلم القرآن عن المسيح انه كان مباركا دائما حيث يقول القرآن على لسان المسيح " وجعلني مباركا أينما كنت" سورة مريم 31. لقد ظل المسيح في كل لحظة من لحظات حياته المبارك أينما كان.
عزيزي المسلم
هذا هو المسيح كما ورد في القرآن ولكن دعني اسألك سؤالا.. لماذا منح القرآن كل هذه الألقاب والامتيازات والمعجزات الي شخص المسيح والسبب واضح .. لان المسيح اتي الي البشر برسالة تختلف عن رسالة الانبياء الاخرين. يخبرنا القرآن ان المسيح كان آية للناس ورحمة من الله ( سورة مريم 21) نحن نعلم ان كل البشر خطاة .. وليس احد من البشر صالحا ولا واحد لان الجميع اخطأوا وفسدوا وزاغوا عن طريق الحق (الانجيل الشريف رسالة رومية 3: 23) انما الله منح في المسيح رحمة خاصة لكل الناس رحمة لا تدين الخطاة ولا تهلكهم بل تنجي الخطاة من غضب الله ودينونة الله العادلة " لأن المسيح لم يأت ليدين العالم بل ليخلص به العالم " الانجيل الشريف يوحنا 3: 17 أن الانسان لا يمكنه أن يرضي الله بأعماله الحسنة لان الله قدوس ويكره الخطية رغم انه يحب الخاطئ فالذي يكسر شرائع الله يموت موتا روحيا وجسديا وأبديا ولكي يتصالح الانسان مع الله فهو يحتاج إلي ذبيحة تكفر عن ذنوبه وتغطي عيوبه .. ان الانسان بحاجة إلي الفداء وقد جاء في سورة الصافات 106 عن ابراهيم عندما اراد ان يقدم ابنه ذبيحة ان الله افتدي ابنه بذبح عظيم " وفديناه بذبح عظيم" والذبح العظيم هنا ليس الخروف الصغير بل شخص المسيح لانه عظيم في ولادته وعظيم في حياته وعظيم في معجزاته. لقد صدر حكم العدالة الالهية على الانسان الخاطئ لانه كسر شرائع الله وينبغي على الانسان الخاطئ لانه كسر شرائع الله وينبغي على الانسان الخاطئ ان يدفع اجرة الخطية التي هي موت ، ولكن بسبب محبة الله للانسان الضعيف أرسل الله شخص المسيح (الذبح العظيم) ليفتدي الانسان الخاطئ ويدفع قصاص الخطية على الصليب ويجب أن لا ننسي ان الله محب وعادل . عدالة الله تقتضي عقاب الانسان الخاطئ ومحبة الله تقتضي بأن يغفر للانسان الأثيم الذي هو عاجز عن خلاص نفسه . أم المسيح الخالي من الذنوب والخطايا دفع اجرة خطايا البشرية جمعاء بموته على الصليب واصبح موت المسيح هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية لانه بموته الكفاري وفي مطاليب العدالة الالهية وافتدي الانسان حيث مات عوضا عنا ... فما عليك أيها الصديق المسلم ان تسلم حياتك لكلمة الله وروح الله (المسيح) الذي سفك دمه الطاهر ليطهرك من العيوب والذنوب فتعال إليه لتنال الخلاص الأكيد من عقاب خطاياك.
هو يقول لك : أنا هو الراعي الصالح الذي بذل نفسه (فدية) عن الخراف ( يوحنا 10: 11)
" انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة " (يوحنا 8: 12)
ياصديقي المسلم
صلي هذه الصلاة البسيطة
أيها السيد المسيح
لقد اكتشفت انك اعظم شخص في العالم .. انت عظيم في ولادتك وانت عظيم في معجزاتك وعظيم في حياتك ، وعظيم في محبتك لي ... انا الخاطئ المذنب ها أنا اسلم حياتي لك قابلا اياك مخلصا شخصيا لي..
اقبلني وسامحني على ذنوبي واشكرك لانك دفعت ثمن خطيتي لكي تهبني الحياة الفضلي. آمين .